إلى رئيس المجلس الأعلى


9/7/1938

حضرة رئيس المجلس الأعلى،
وردني البريد الأخير فقرأت فيه تقريركم الطافح بالأحداث الغريبة المؤلمة الداعية إلى التأمل العميق في حالة أمتنا والأخطار المحدقة بها والعوامل والقوات العظيمة العاملة على قتل حيويتها ومصالحها وحقوقها. وهذه أمور كنت أترقب بخشية كبيرة وقوعها فحاولت جهدي في الوقت الذي سمحت لي به الظروف، أن أوقظ الأمة وأنبهها للأخطار المداهمة. ولكن المادية القاتلة المسيطرة، ووجود صحافة واسعة النطاق تخدم مصالح الأجانب الاستعماريين وتندفع في خدمتها عند أقل إشارة، وانعدام حرية القول والاجتماع، وقيام إدارة تجرّد كل واحد فيها من أي شعور حقيقي بالقومية أو محبة الوطن، جعلت مجهودي يضيع قسم كبير من مفعوله السريع ويقتصر على قسم من القوميين الواعين. فالحالة الموجودة الآن في اللاذقية ولواء الجزيرة وأنحاء أخرى هي ما توقعته وأشرت إلى إمكانيته في «البلاغ الأزرق»، الذي أشرت فيه إلى الخطر العظيم الكامن في الاعتماد على سياسة المفاوضات وإغفال مسألة تنظيم الأمة تنظيماً قومياً يكسبها القوة الكافية للبقاء والثبات. ولكن «الكتلة الوطنية»، هذه الكتلة الجانية الأثيمة، هذه الكتلة التي جبلت على الأنانية والرعونة وضربت بالجنون، اندفعت وراء الطعم الذي ألقاه إليها الاستعمار ودفعت الشعب في الداخل وراءه، ولم يخطر لها في بال أن تتريث لعلها تجد وراء الطعم شصًّا. ولقد جاء بلاغي قبل إنجاز الأمر وتوصياتي إليهم من السجن. ولكن أنانيتها كانت قتالة فلم تسمع ولم تعِ. والآن تحمل هذه الكتلة المجنونة وزر الاشتراك الفعلي في تنفيذ السياسة الاستعمارية في بلادنا. ويا ليت أحداً منا يقدر على درس هذا الموضوع وجمع وثائقه وإظهار هذه الحقائق للأمة. أو ليت الوقت يسمح لي أنا، وأنا الآن على أهبة عمل جديد، من الانصراف إلى وضع شيء بهذا المعنى. خصوصاً وأنّ صحتي تحتاج إلى وقت أطول للعودة إلى درجتها السابقة. فهي الآن قد تحسنت كثيراً. ولكن لا بد من الاستمرار في هذه الناحية.
قرأت رسالة الأمين [نعمة] ثابت ووقفت على رأيكم في موضوعها. وأنا أقول بسرعة الاتجاه في هذه الناحية. ولكني أقول أيضاً إن السرعة منوطة بالمقدرة العامة وحسن الاستعداد. وهنا يؤسفني أن أذكر الفصول المؤلمة التي جرت أمورها البليدة الغريبة لعهد نيابة الزعيم الأولى. فقد تكررت رسائلي من السجن وطلباتي الانكباب على إنشاء الميليشيا، ولكن ما حدث من هذا القبيل كان إيجاد بعض الأشكال المرسحية. وأنا أوافق على رأيكم في الملاك الذي تقتضيه الحركة في الوقت عينه الذي أقدّر فيه تقديرات الأمين ثابت لتطور الحركة بعد إعلان الأمر وانقضاض الصاعقة. ومن جهة أخرى إن الأمر ولو نجح في البدء لا يكون نجاحه فاصلاً إلا إذا اكتملت وجهته الإنترناسيونية. ويمكنكم أن تتخذوا إسبانية مثالاً على ذلك مع اعتبار البعد بين حالة إسبانيا وحالتنا العامة. على كل حال، أريد أن تبذل الجهود في ناحية التدريب وتوجد التشكيلات الرئيسية في مناطقها التي تعيّن لها. وهذا الأمر يجب أن يقرره قائد التدريب وأركانه ويضع له الخطة التنفيذية. ويجب أن يدرس المجلس الأعلى إمكانية استعمال السلك الموصول بوليم [سابا] ويمكن أن يكلف الركن منير [الملاذي] الاشتغال في هذه الناحية ووضع حساب ما يمكن لنا الاعتماد عليه كل الاعتماد من هذا السلك، ويضع تقريراً بذلك يرفعه إلى المجلس الأعلى وترسل نسخة منه إليّ. ويجب الحذر جد الحذر من الحلبي وأذنابه، ورئيس المكتب التنفيذي في «العدد المجهول» يعرف شأنه. إنّ الإسراع في العمل الذي يقترحه الأمين ثابت يجب أن يكون على قدر خطانا وإمكانياتنا.
رحلتي: قد خابرت أسد الأشقر منذ نحو عشرة أيام بالبريد الجوي. وقد طلبت عنوانه لأتثبت من صحته فوجدته صحيحاً، ويجب أن يردني منه جواب قريباً، إلا إذا كان غائباً. وفيما يختص بنفقة الرحلة فقد أخبرني منفّذ دمشق في رسالة قديمة أنّ العضو حنين دير عطاني مستعد لأن يضع تحت تصرفي مئة ليرة إنكليزية فأريد التحقق من ذلك، وهل المبلغ جاهز أو متى يكون جاهزاً، وقد أرسلت كتاباً إلى عزيز ثابت في مصر بواسطة جبرائيل مالك في دار الهلال وأنتظر منه جواباً وسأكتب إلى المدير على العنوان المرسل إليّ.
مقرّي: يجب الاستمرار في الإيهام أني لا أزال في لبنان. وهذا يكون بائتمان الأشخاص المقربين أني لا أزال موجوداً، ولكن يجب عليهم أن ينكروا معرفة مقري ويجب أن تعطى بعض التعليمات بناءً على أوامر الزعيم أو حسب إشارته. وقد عرف أعضاء غير قليلين في حيفا بوجودي. فيجب التعميم بكتمان مقرّ الزعيم واتجاهه لكل من رآه أو عرف مقره.

تقريركم:
1 ـ وقفت منه على أخبار الاتجاه العام في لبنان، فهو في مسيره الطبيعي الذي عرفته من قبل. ولست أرى الحكم على [أنطوان] الشلفون بالسجن المؤبد «سابقة ملعونة جداً»، ولكن السابقة الملعونة خطابة الشلفون ورواية الجرائد الملعونة أقواله وعدم تطبيق السجن عليه.
2 ـ إذا تطور الاضطهاد ضد القوميين نحو الاتجاه العام، فيجب أن ينفذ ما قرره المجلس الأعلى بشأن المظاهرات، ويجب الامتناع عن التسليم للجور، واتخاذ التدابير لعرقلة أعمال الملاحقات. وهنالك مسألة كنت قد حدّثت الأمين [جورج] عبد المسيح بها قبيل سفري وتثبت من الذين يعنيهم الأمر فيجب عدم إغفال هذه المسألة. أما وحشية الطبقة النفعية في لبنان فقد خبرت منها الشيء الكثير وليس [فرنان] أرسانيوس أول بطل من أبطالها ولكنه يريد أن يكون بطلاً متفوقاً في هذا المضمار ويؤدي للاستعمار خدمة لم يتمكن من تأديتها مدعٍ عام ورئيس مكتب تحريات قبله، فهذا يجب وضع اسمه على القائمة الزرقاء.
3 ـ إنّ الأمير أمين أرسلان يغمرني بغيرته واهتمامه. والحزب كله مديون لهذا الرجل بمساعدات غير قليلة فبلّغوه سلامي وتقديري. أما نشر البشير خبر محاولتي الفرار إلى شرق الأردن عن طريق الجبل الدرزي فتعليله أنّ هذه الفكرة قديمة، وفي حالة حصل فيها توتر بيننا وبين الحكومة قبل الانتخابات رأيت الاحتياط للطوارئ فكلفت محمد الباشا السفر إلى الجبل الدرزي ليدرس لي إمكانيات اجتياز الحدود بدون جواز إلى شرق الأردن ويتخذ التدابير اللازمة لهذا الأمر، وقد عاد الباشا بعد أن هيّأ الحالة المناسبة وكان باقياً في الجبل في تلك الأثناء جميل هرموش، وكان عليه أن يرافقني. فالباشا يعرف الأمر من قبل وقد يكون اتصل بالأمير مؤخراً.
4 ـ يجب اتخاذ الحيطة الكافية في إخفاء الأوراق الحزبية بكل دقة وإتقان، حتى لا تذهب ضياعاً، والأشخاص المكلفون بالحفظ يجب أن يكونوا حكماء.
5 ـ بلغني بواسطة منفّذ دمشق انتداب [فخري] البارودي لمعرض نيويورك وأضاف تقريركم فؤاد مفرج وهذا طبيعي. يجب مراقبة مجرى هذا الأمر ومعرفة الوقت المعيّن لسفرهما، لأنه يجب أن أسبقهما إلى هناك. ولهذا يجب كتمان خطتي الجديدة كل الكتمان فلا يتسرب إليهما شيء ويجب تحذير منفّذ دمشق في هذا الصدد.
6 ـ إنّ سير الأمور في شرق الأردن حسن فليتابع على هذا النمط. وكنت قد تحدثت مع نايف [قعوار] عن إمكانيات عملية لبعض المسائل المعينة وأكد لي وجود هذه الإمكانيات في شرق الأردن فيجب ربط هذه الإمكانيات بالإمكانيات التي كتبت إلى وليم [سابا] بشأنها. وليذكر لي وليم إذا كان قد تسلّم كتاباً أرسلته إليه بواسطة سامي على عنوان بيته. ولا بأس أن يُستمع للعسيلي ولكن يجب أن يوضح إمكانياته.
7 ـ أصدرت تعليماتي في كتاب سابق بشأن عدم إقرار رئاسة مجلس الوكلاء فليجرِ بموجبها.
8 ـ الجريدة. كان جورج شقير يريد عرض اقتراح بهذا المعنى. وعلى كل حال متابعة هذا المشروع تفيد وكذلك المجهودات في سبيل المدرسة.
9 ـ دفاتر السينما. لا يزال باقياً معي دفتر الروكسي وهذا أرسله مع هذا البريد. أما دفتر الأمبير فقد نسيت مع من بقي. وكذلك أرسل تفويضاً خطياً مع هذا البريد لمن اعتمدته بصدد نشوء الأمم.

ملاحظات وتوجيهات: إنّ ضربات كثيرة حلّت بناء من جراء بلوغ غير المؤهلين إلى المراكز العالية في الحزب. ورفعت زنتوت وجورج حداد ويوسف شقير أمثلة بارزة في هذا الباب، والآن تظهر قضية محمد الباشا [المناصفي] وقد كنت منذ البدء غير راضٍ عن ارتقائه بهذه السرعة إلى مواضع الأسرار بناءً على أنه «يكتب العربية جيداً ويشتغل كثيراً إذا أعطي شغلاً».
ولكن الأمين ثابت كان لا يرغب في التخلي عنه، وكنت أظن أنه يختبره من النواحي الأخرى ويثق به، وكان من المصائب ألا يعرف رجال بلغوا أعلى مراتب الحزب مسؤولياتهم في هذه المرتبة وواجباتهم.
فإنّ كثرة أشغال الأمين [عبد الله] قبرصي كانت تمنعه من تسجيل وقائع جلسات العمد! وأعمال الحزب عنده تأتي بعد الفراغ من أعماله الخصوصية التي يوجه إليها كل اهتمامه، وبعد الحياة الاجتماعية وبعد رضى امرأته! وقد آن لنا أن نحسّن الأمور ونمنع تكرار الأغلاط السابقة، فكل شخص لا نعرفه معرفة جيدة ولم نختبره من قبل يجب ألا يقبل في أية وظيفة مركزية أو هامّة إلا بعد أن يعطي المكتب المختص موافقته.
فيما يختص بالأمر: إلى اليمين، إلى اليسار، لي. توضع كلمة أشخاص في محل لي أو صب. وفيما يختص بأكرم فإنّ الشبهات التي يتكلم عنها منفّذ الشمال كنت قد وقفت عليها في طرابلس ولم أجدها ترتكز على أساس متين وهي من نوع أنّ الشخص شيوعي سابق أو كانت له علاقات مع شوعيي طرابلس. ومع ذلك يحسن اختباره.
كنت قد كلّفت روبير خلاط القيام بمساعٍ سياسية داخلية، وبحثت معه قضية الكنيسة الشرقية المستقلة ورئيسها، وأحبّ أن أعرف ماذا كانت مساعيه. فيجب أن يتصل به منفّذ الشمال. وكان قد عرض طبيب الأسنان وليم خلاط أن يقوم هو بدعاوة واسعة للحزب في الجبل الشمالي على أن تسهل له المنفذية مهمته وتوقف له الشخص أو الأشخاص الذين يحتاج إليهم لإكمال المهمة، فليأخذ منفّذ الشمال علماً بهذه المسألة وليتابع جهوده في هذه الناحية. يمكن أن يدخل في أعمال المكتب المختص العضو الذي كان سابقاً رئيس مكتب عبر الحدود إذا رأت هيئة «العدد المجهول» ذلك موافقاً وضرورياً.
يحسن توثيق الاتصال بشفيق لمعرفة ما يمكنه أن يعمل، ولعله يصلح للإذاعة أو لأعمال إدارية أو في المكتب المختص أو للاشتراك في لجنة سياسية قد تشكل للقيام ببعض المهمات. والبحث عن الأشخاص المخلصين المؤهلين للقيام بالأعمال المركزية والهامّة يجب أن يكون سياسة رئيسية، لأن الملاك شيء هام، ولأن الدوائر المركزية والأعمال الرئيسية تحتاج إلى رجال مؤهلين وإلى عدد جيد منهم.
وإني أتوسّم في شفيق عنصراً طيباً وأتمنى ألا يخيّب ظني. بلّغوا سلامي إلى قيادة التدريب وأركانها وقولوا لهم إني أعلّق عليهم أملاً كبيراً وأنتظر منهم نتائج طيبة.
يجب ألا يحدث تزعزع في ناحية من النواحي. وإنّ هذا الثبات والصمود الهادئ في وجه الحكومة يبرهنان عن قوة نظام طيبة. وبقدر ما تذاع الأراجيف يجب جعل الحزب يدرك تفوّق معنوياته على معنويات الحكومة وتغلّب خططه على خططها.
ماذا حدث للهدية التي جاءتني في عيد ميلادي في حفلة مديرية السيدات؟
قد كتبت إذاعة بشكل بلاغ على لسان المنفذيات في المهجر وأرسلت منه نسختين إلى البرازيل وإلى فؤاد أبي عجرم وإني أرسل صورتها إليكم لإرسالها أو إرسال ما هو في معناها إلى بقية المنفذيات وهي كما يلي:

بلاغ إلى الصحف
ورد إلى هذه المنفذية من المركز أخبار رسمية تفيد بأنّ الهدنة التي كانت بين الحزب السوري القومي والسلطات القائمة قد انتهت بسبب الحركة الواسعة التي يقوم بها الحزب في سبيل تثبيت العقيدة القومية ومحاربة السياسة الاستعمارية ـ النفعية التي تطبّق الآن في الوطن بموافقة السياسيين النفعيين ذوي المصلحة في الحكم، تحت ستار المعاهدات والحكم «الوطني».
فقد عطلت الحكومة جريدة النهضة إلى أجل غير مسمّى لا لسبب غير أنها قامت بحملة شديدة على هذه السياسة التي أعطت لواء الإسكندرونة للأتراك وعرّضت داخلية البلاد للخطر التركي وقضت على وحدة الوطن الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وقد اكتشفت استخبارات الحزب مؤامرة تدبّر للقبض على الزعيم وملاحقة الحزب من جديد، بقصد إيقاف هذا التطور القومي الذي يهدد السياسة الاستعمارية بالفشل فدعا الزعيم المجلس الأعلى وأدلى ببيان طويل عن الموقف. وبعد بحث الموقف ودرس الإمكانيات قرر الزعيم اتخاذ خطة جديدة وهي الا يسلم نفسه وألا يحدث تسليم للاضطهاد كما في الماضي.
وأعلن أن يحدث ذلك مع تجنب الاصطدام الدامي ما أمكن. وواضح أنّ السبب الذي دعا الزعيم إلى اتخاذ هذا الموقف هو ظهور النيات السيئة من قبل الدوائر الحكومية. وقد قرر المجلس الأعلى اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة.
وفي صباح اليوم الثالث عشر من يونيو / حزيران الماضي داهمت قوة التحري مركز الحزب بقصد القبض على الزعيم ومعاونيه فلم تجد هذه القوة سوى المعاون الأمين نعمة ثابت وبعض موظفي المكاتب المركزية. وكان وجود الأمين ثابت في المركز خطة مدبّرة من قبل الحزب فاقتاده التحري إلى دار القضاء وأوقفوه.
ولمّا ظهر لأولي الأمر أنّ التحري لم يقبضوا على الزعيم ولا يعرفون مقره خافوا الفضيحة لهذا الفشل وحدوث ما لا تحمد عقباه. فقالوا للأمين ثابت إنهم لم يقصدوا من مداهمة مركز الحزب سوى التهويل و«الإنذار»! ولذلك فهم يطلقون سراحه. وقد ظنوا أنّ هذه الحيلة الصبيانية تعيد الطمأنينة إلى الحزب فيقع الزعيم في الفخ الذي نصبوه له. ولكن ساء فألهم.
وفي بلاغ المركز إلى فرعنا إشارة إلى أنّ المؤامرة على الحزب ستتخذ أشكالاً دنيئة ولكن معنويات الحزب أقوى كثيراً من أن تؤثر فيها مثل هذه المؤامرات الصبيانية. ولن يكون المتآمرون أكثر توفيقاً في المحاولات المقبلة منهم في المحاولات السابقة.
ولتحيى سورية!
في......
المنفذية العامة
المنفذ العام
(الإمضاء)
وقد أشرت عليهم أن يترجموا هذا البلاغ ويرسلوه إلى الصحف الأميركانية عندهم.

مع مرور الأيام تثبت الاختبارات صواب الخطة التي أسلكها وسخافة رأي الأمين [عبد الله] قبرصي فيما يختص «بإنذارات» الحكومة. والحقيقة أنهم لو وجدوني لتحولت هذه «الإنذارات» إلى مئات الاعتقالات والتضييق على الخناق. وما رأي الأمين المذكور «بالإنذار» الوحشي الذي نفّذ في بيت الحداد؟
بلّغوا سلامي إلى جميع فروع الحزب بواسطة الإدارة المركزية. وإني أنتظر من جميع الأعضاء أن يثبتوا في أماكنهم ويفعلوا واجبهم القومي، وأن يتمّم كل واحد منهم المهمة التي تعهد إليه بكل دقة كما أقسم.
ولتحيى سورية!

الجفر (الشيفرة): يجب أن يرسل المفتاح بطريقة غير الطريقة المعتادة إذا كنتم تلاحظون تأخراً في وصول البريد إليكم أو إلى اشتباه بالظنون عن مقري. البريد يصل إليّ في حينه مما يدل أنه حتى الآن لا خوف من المراقبة على مراسلاتنا. ولكن إذا استشعرتم شيئاً فيحسن جعل المراسلة عن طريق فلسطين.
بعد: جورج شماعة: كان موضوع شك عند خالد [أديب].
يحسن أن يراقب مراقبة دائمة لأنّ ظهوره الفجائي في هذه الظروف والقبض على فلاحة وبقاؤه هو حراً أمور تدعو إلى كثير من الشك.
هو جريء وكان خالد يعتمده كثيراً في منفذية طرابلس لأعمال الاستخبارات، ولكنه أخذ فيما بعد يشكل في أمره ويتوقّاه. يجب أن توضع ورقة باسمه في المكتب المختص تلخص فيها المعلومات عنه.

 

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.