إلى نسيم سعد

1/8/1939

الصديق السيد نسيم سعد،
وردتني لائحة الحساب وخطاب منك بدون تاريخ. وقد لاحظت أن هذه اللائحة لم تأتِ بشيء جديد على ما قدّمه السيد جميل صفدي نفسه سابقاً، إلا التفصيل لبعض المدفوعات المرسل بالعربية والأرقام الهندية. فقد تبيّن لي من هذه اللائحة أنها تختلف عن لائحة سابقة قدّمها السيد جميل نفسه باللغة البرتغالية والأرقام العربية جاء فيها: خمسمئة ملريس (000$500) لماريو ومثلها لــ «C… J ….» وتسعمئة ملريس (000$900) لـ «OS…. G…» وثلاثمئة ملريس لــ «E… E…» ومجموعها إثنان كنط ومئتي ملريس.
وتبيّن لي ايضاً أنه بدون هذه الأرقام بلغ مجموع اللائحة المرسلة بالعربية: 400$020: 15 فإذا أضفنا هذه الأرقام إليها بلغ المجموع 400$020: 15 + 000$020: 2 = 400$040: 17 وهو الخارج.
وبعد التفكير في هذا الاختلاف وأسبابه وكيفية الوصول إلى مخرج مقنع تنبهت لعبارتك «إنك تعتقد أن كل شيء حدث بأمانة تامة، الخ ...».
فرأيت أن اعتقادك هو الحل الحسابي الوحيد لهذه المغالطات. هذا فضلاً عن أني وجدت أن مبلغ سبعمائة وخمس وعشرين ملريس غير مقيدة، كما تقول، فهي ليست باقية من الشيك البالغ خمسين إسترلينية بل من شيك قديم قبل سجن الرفيق أسد [الأشقر] ولا دخل لها في هذا الحساب.
وبعد أن قرأت تعليقك على الصورة الإجمالية «للحساب» خصوصاً قولك «وهذا صورة ربما لا تكون كافية ولكنها تزيل بعض الشك» فأنا لم أتمكن من فهم عبارة «بعض الشك» تماماً، لأني لم أهتم للتحقيق في «شك» بل في حساب يجب أن يكون مضبوطاً بصرف النظر عن الشك أو اليقين.
أما قولك إنه لفولا حبك واعتبارك لي لما «كنت تريد التدخل في أمور كان يجب أن تنتهي بين إخوان عليهم واجب النظام والإدارة» فلم أقدر أن أقف على معنى له متعلق بالموضوع.
فإذا كنت تعني به انضمام جميل إلى الحزب فعلى افتراض هذه الجهة، لا تكون المسألة مطلقاً مسالة «إخوان عليهم واجب النظام والإدارة» بل مسألة تحقيق الرؤساء في أعمال بعض المرؤوسين المضبوطة وغير المضبوطة وهذا هو قيام النظام وقوامه. وهو في الحزب السوري القومي كما في كل المنظمات المتقنة الدقيقة. وليس مجرّد انتماء فرد كافياً لرفع كل ضبط لأعماله.
والحقيقة هي أني ما كنت أريد إزعاجك بمثل هذا الأمر، ولكن كونك أحد الذين اهتموا، وكان لك نصيب في الدخل، جعلني أرى إطلاعك على حقيقة الموقف وسماع ملاحظاتك أمرين مفيدين لوجهة نظري ومتضمنين الحرص على الجلاء في الأتعاب والأعمال العامة.
أشكر لك اهتمامك بهذا الأمر البسيط وإجابتك رغبتي وأتمنى أن تبقى همّتك للأعمال المفيدة للمجتمع ولإعلاء كرامة الأمة السورية. واقبل سلامي لك ولأهلك.
ولتحيى سورية.

 

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.