إلى جورج بندقي

 15/8/1939

الرفيق العزيز جورج بندقي،
تسلمت اليوم كتابك الذي لا تاريخ له، والأرجح أنه كتب بين 6 و8 الجاري وطابع البريد يحمل تاريخ الثامن. وسرّني جداً أن تلبية الرفقاء كانت سريعة وعملية. وحدوث هذه التلبية جعلني أطمئن إلى نوع الرجال الذين رأيت توسيع دائرة تعاونهم وإلى مستقبل النهضة والجريدة، وسرّني جداً أن يكون الرفقاء فهموا وجهة نظري في مسألة ترجمة مواد الجريدة، وما يكون لذلك من فائدة لخدمة أمتنا ونهضتها.
وقد كتبت إلى اللجنة المفوضة في صدد مشروع المجلس وآخر ما عوّلت عليه بشأنه واللجنة تبلّغ من يلزم.
وكذلك كتبت في صدد الرفيق الذي عينته محرراً موقتاً لــ سورية الجديدة، وطلبت منها عدم إدخاله في المجلس الإداري وتبليغه انتهاء مدة تعيينه في آخر أغسطس / آب الحالي.
إني أعطيت هذا الرفيق فرصة كافية ليظهر مقدار فهمه لروحية النهضة القومية ولروح النظام وقوّته. فكانت توجيهاتي إليه عبثاً ولم يعمل إلا برأيه، فورّط الحزب وزعيمه بمقالاته الشاذة عن التوجيهات وعن الاتجاه القومي.
وقد بدا لي أنه يريد أن يوجد توجيهاً جديداً للحركة السورية القومية من عنده. ولكن هذه المحاولة العقيمة قد كلّفت حتى الآن بلبلة كثيرة في صفوف القوميين وصعوبات في الرأي العام.
وكنت قد أرسلت إليه آخر مرة منذ نحو أسبوعين كتاباً بواسطة السيد جميل صفدي، قبل اتخاذي قراري الأخير بشأن هذا الشخص، قلت له فيه إني لا أتبنى مقالاته الرئيسية ولا يمكّنني القبول بها، وطلبت منه أن ينشرها في مكان غير مكان «رأي سورية الجديدة» وبتوقيعه أو بتوقيع مستعار ليصير فرق بين «رأي سورية الجديدة» الذي يجب أن يكون ممثلاً لوجهة نظر الحركة السورية القومية، ورأي الرفيق رشيد شكور الذي هو رأي خاص، ومع أني وجدت أنه عدّل مقالاته الأخيرة فصارت أقل خللاً، فإني أرى أنه أديب أكثر منه صحافي، وأنه لا يمكنه أن يتحمل مسؤولية الكتابة ضمن التوجيهات. وبما أنه يكفيني ما ألاقيه وأتحمله في نواح عديدة رأيت أن يتخلى الرفيق شكور عن التحرير منذ آخر هذا الشهر.
وفي البريد القادم أرسل التوجيهات بالتدابير الكتابية التي عزمت على اتخاذها لتنفّذ بعد أن يترك التحرير الرفيق شكور، وهذا لا يعني أني أريد أن أتخلى عن الرفيق رشيد شكور.
كلا. ولكنه يعني أني أريد أن يعمل الرفيق المذكور في الناحية التي يمكنه أن يفيد بها أكثر، وأرجّح أنّ هذه الناحية هي الأدبية، أما الناحية السياسية فهو ليس لها مع أن له بعض آراء حسنة فيها.
جميل صفدي: لقد كثرت الأدلة الاستنتاجية على جاسوسية هذا الشخص. وأرى أنه يجب أن يطرد من إدارة الجريدة ومن المطبعة، لأن مراقبته في هذه الدوائر تكون خطرة. وقد استحسنت اهتمامك السريع بتحويل إرسال نشوء الأمم إلى عنوانك. ومتى كتبت إلى المراسل فلا بأس أن تذكر له أن الصفدي واقع تحت شبهة قوية في التجسس وأنه يحسن تنبيه من يلزم ذلك.
المبادئ: وردت رزم من هذه الكراريس وقد انفكت الأزمة.
رسم للزعيم: ليبقَ عندك ما وردك من الرسوم لإشعار آخر.
اللجنة المالية: كان الوكيل العام لمكتب عبر الحدود [أسد الأشقر] قد كتب مطولاً في الواجبات الإدارية، ولكن كتابه فقد على ما يظهر، وقد طلبت من اللجنة المفوضة طلب نسخة أخرى منه من الوكيل العام، وفي البريد القادم أرسل تعليمات بشأن بعض الأعمال النظامية وعمل اللجنة المالية.
إجتهادك الخاص: متى تنظمت شؤون الجريدة الإدارية سيكون لك متسع من الوقت للاهتمام بالدروس التي أشرت عليك بها وبالشؤون الإدارية والعملية الأخرى فاعتنِ بهذه الناحية.
وإني أقدّر جيداً الجهد الذي بذلته في سبيل ضبط إدارة سورية الجديدة قدر المستطاع في ظروف صعبة. وكل شيء يجب أن ينمو ويرتقي ولكن بأسلوب نظامي مرتب وباعتبار قواعد توزيع العمل.
سلامي لكم. ولتحيى سورية.

بعد: يجب اختيار مواد العدد الذي سيترجم والاهتمام باختيار مترجمين أكفاء. وقد يستحسن إعادة نشر خطابي إلى الجالية السورية في البرازيل (انظر ج 3 ص 373) أو فقرات منه. والمواد التي تنشر في العدد المترجم الذي سيقدم نموذجاً لطلب الرخصة يجب أن تكون معتدلة وقليلة الطعن بالدول «الديموقراطية».
وردني من بيروت أنه قد أرسلت إلى إدارة سورية الجديدة لائحة بأسماء قوميين لإرسال الجريدة إليهم إلى الوطن ولمّا كان إرسال سورية الجديدة إلى الأشخاص المذكورين في اللائحة ضرورياً للحركة القومية أطلب الإسراع في إرسالها واعتبار الرفقاء: الأمينة جمال ناصيف وزكي صواف ورشيد فرعون مُهدى إليهم، لأن هؤلاء الأعضاء كانوا مساهمين في جريدة النهضة ومن الذين لعملهم أهمية.
ولتحيى سورية.

 

 

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.