إلى جورج بندقي

23/8/1939

الرفيق جورج،
أرسلت الأسبوع الماضي كتاباً إليك على عنوان إدارة سورية الجديدة، وكتاباً إلى الرفيق توما [توما] على العنوان الخاص الذي وضعه وهو عنوان أبيك. وقد وردتني سورية الجديدة العدد 25 ولم أجد فيه إذاعة أرسلتها مع كتابي إليك لتنشر في هذا العدد، فقدّرت أن الكتاب لم يصل لسبب من الأسباب البريدية. وأريد الآن أن أثبت ما كتبته إليك وإلى اللجنة المفوضة. وهو أني طلبت تبليغ الرفيق رشيد شكور توقيف عمله بصفته محرر سورية الجديدة ابتداءً من آخر هذا الشهر، إذ لم تبق حاجة إلى عمله بهذه الصفة، خصوصاً أنه كاتب من نوع «الأدباء» والأفضل أن يصرف عنايته إلى الكتابة الأدبية بدلاً من الكتابة الصحافية التي ليست من اختصاصه. فأنا أقدّر اجتهاده وأقدّر ما ذكرته لي عنه من روحيته ولكن تحرير الجريدة يحتاج إلى رجل خبير بالثقافة السورية القومية وبسياسة الحزب السوري القومي وبمعالجة المواقف السياسية.
وما كتبه رشيد في هذا الباب جلب على الحزب كثيراً من التأويلات والتهجمات، خصوصاً في جريدة صوت الأحرار البيروتية التي استشهدت بمقالات رشيد، التي أنّبته أنا عليها لخروجها على التوجيهات، لتطعن في الحزب وزعيمه وترميهما بما هما براء منه. وهنالك شذوذ آخر هام جداً بقدر ما هو خطر جداً، وهو عدم إجابة رشيد على كتبي إليه وانصرافه إلى رأيه. وهذا أمر يجعلني ألا أعتمد عليه من الوجهة النظامية، وهذه الوجهة وحدها كافية.
أعلم أن المراسلات والمقالات التي ترد سورية الجديدة كثيرة، حتى إن قسماً منها كان يبقى بدون نشر ويهمل. وقد لاحظت أن المحرر لم يكن يهتم بهذه المواد أو لها.
وكثيراً ما قرأت في أعداد سورية الجديدة الأخيرة إشارة أو تلميح مدير شعبة بيروت أو دمشق إلى أخبار أو تقديرات سابقة لم أكن قرأتها في الجريدة. فقد وردت تكراراً هذه العبارة «كما أشرنا أو بيّنا في رسالاتنا السابقة». وكنت ألاحظ أن هذا الشيء السابق قد أهمل، وأن ربط الأخبار والحوادث بعضها ببعض مفقود.
وأسفت كثيراً لهذا الإهمال ووضع مقالات إنشائية غير ناضجة في محل تلك الأخبار والتعاليق الهامة المفيدة. وقد آن الأوان لوضع حد لهذا الخلل. ولقد سرّني ترتيب العدد 25 فالمقالتان المنشورتان تحت «رأي سورية الجديدة» هما من النوع الذي يتّفق مع روح النهضة وتوجيهها ووجهة نظر الحركة القومية. وأرسل إليّ جميل الصفدي ورقة مع العدد يقول إن المقالة الرئيسية الأولى هي للمحرر، ولكن رايت أنها ليست له، وأنها أقرب إلى روح الوكيل العام لمكتب عبر الحدود [أسد الأشقر]. بقي هنالك أخبار محلية وعلمية كثيرة يجب الاهتمام بتقليل البعيد منها عن الاهتمام وإكثار الهامّ، وكذلك بعض المقالات المنشورة في الصفحة 6.
كنت قد طلبت منك المواظبة على إرسال نسخة من كل عدد بالبريد الجوي، فأرسلت مرة واحدة ثم انقطعت. فلا تتكل على جميل الصفدي الذي سأقطع كل علاقة به بعد صدور الإذاعة في سورية الجديدة بشأنه. وهذه الإذاعة يجب نشرها بعد التثبت من أنّ إدوار [سعاده] قد تسلم الاثنتي عشرة نسخة من نشوء الأمم من عند جميل وهي النسخ التي أخبرني أنها وصلت إليه.
أما بشأن مجلس إدارة سورية الجديدة فقد قررت أن يكون من عضوي اللجنة توما [توما] و[إلياس] بخعازي ومن الرفيق فؤاد [بندقي] ومدير شؤون الجريدة فقط، وسأرسل المرسوم المختص مع تفصيل صلاحية المجلس والتفريق بينها وبين غيرها من الصلاحيات. وسأكتب أيضاً إلى الرفيق فؤاد في ذلك. ولكني أتعجب من أنه لم يجبلني على كتاب التعزية الذي أرسلته إليه وإلى الرفيق توفيق. عندما يترك الرفيق رشيد وظيفة التحرير آمل أن تقوم أنت بترتيب مواد الجريدة على طراز العدد 25، أو أن تنتدب من يرتبها. وأعتقد أنه قد حان الوقت لإيجاد إدارة مستقلة لـ سورية الجديدة.
أطلب منك أن تأخذ علماً بأني قد كلّفت الرفيق الأستاذ حسني عبد المالك، الذي أرسل عدة رسائل إلى سورية الجديدة وكتب إليك بشأنه الوكيل العام لمكتب عبر الحدود، أن يكتب كل أسبوع مقالة رئيسية لتنشر تحت «رأي سورية الجديدة» يجعل موضوعها ما يكون قد ورد سورية الجديدة من أخبار الوطن أو أهم الأخبار العالمية، وسأشرف بنفسي على توجيه مقالاته. فيجب نشر المقالات التي يرسلها الآن. وإذا كان الرفيق أسد [الأشقر] قد أخذ يرسل مقالات بصورة دائمة فأطلب مخابرتي في هذا الصدد. وإن من أغلاط المحرر الحالي الرفيق شكور القبيحة عدم مخابرته لي بشأن المواد الكتابية وغيرها من شؤون التحرير، وحسبانه سورية الجديدة قد وجدت لتعبّر عن رأيه الخاص ولتكون جريدته الخاصة مداورة.
أكرر طلب أن تهتم بنفسك بإرسال عدد بالبريد الجوي كل أسبوع، يوضع في البريد حال صدور النسخ الأولى، لأتمكن أنا والأستاذ عبد المالك من معالجة بعض المواضيع المستعجلة التي قد تحتاج توجيهي الخاص. وبهذه المناسبة ألفت نظر إدارة سورية الجديدة إلى وجوب إرسال نسختين من كل عدد إلى جريدة السلام فيكون واحد لهذه الجريدة بالمبادلة، والآخر للأستاذ عبد المالك ليحفظه عنده، خصوصاً متى كان فيه مقال له. وهذان العددان يرسلان بالبريد العادي. ويمكن الفصل بين هذين العددين فيرسل الواحد باسم السلام، والآخر باسم الأستاذ عبد المالك على العنوان عينه.
أهنئك بالكتاب المطبوع الذي وزعته مع العدد الأخير فهو عمل إداري ممتاز. سلامي لك ولأهلك وللرفقاء. ولتحيى سورية.

 

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.