17/11/1939
رفيقي العزيز جورج،
وردتني رسائلك الأخيرة وما فيها يضع عليّ أعمالاً جديدة. ولكني أريد أن أقول إني متأسف لاتصال خبر مراسلة عمك من حمص، وأخبار اعتقال القوميين بجميل صفدي، وعدم كتمان هذه المعلومات الخطيرة حتى أكون أشرت بإذاعتها. وإني أرى استمرار اتصال جميل صفدي بالجريدة ضاراً جداً بمصلحة القضية، فيجب وضع حدّ فاصل له في مدة قريبة جداً لا تتجاوز عشرة أيام، لأن بقاءه مخالف للتعليمات بصدده.
لا أوافقك على الاتصال مباشرة بالسيد حسني عبد المالك وتكليفه من عندك بمراسلة الجريدة، لأن ذلك يحط من مقام الزعيم وأوامره وتعليماته، فلا يجوز أن ترفض رسائله حين تكون بإيعاز الزعيم وتقبل حين تكون بإيعاز إدارة الجريدة.
وكنت ذكرت لك أني أريد اختبار هذا الشخص، فأطلب أن تترك أمر تعيينه وتكليفه لي أنا حتى أشور عليك بما يجب أن تفعله معه، خصوصاً وهو قد تخلّف عن المراسلة.
إن الرفيق جبران مسوح سيراسل سورية الجديدة بانتظام وكتاباته من النوع الذي نحتاج إليه.
سأكون بعد بضعة أيام في بوينُس آيرس لمحاضرة ومأدبة وستصل إلى الجريدة الأخبار. وقد أبقى هناك نحو أسبوعين على الأقل، فيُحوّل البريد الجوي إلى بوينُس آيرس.
ولتحيى سورية.
