17/11/1939
رفيقي الأمين خالد،
لا أدري ما هو السبب في وصول رسائلك وجميع الكتب الواردة، وعدم وصول نسخ شرح المبادئ والعددين من سورية الجديدة. في كتابي الماضي ذكرت لك أنّ عشر نسخ من شرح المبادئ لا تفي بالحاجة، وكنت أتوقع وصول هذه النسخ العشر التي ذكرت في كتابك السابق أنك أرسلتها في البريد عينه، ولم أذكر شيئاً عن عدم وصولها لاعتقادي أنها قد تكون تأخرت، ولكن حتى اليوم لم يصل شيء، والشعب هنا ينتظر على مضض.
وأريد منك أن تبحث جيداً في هذه النقطة، وتفحص كيف حزمت الكراريس، وماذا كتبت على الغلاف، وما هي الطوابع التي ألصقتها، وأي هو الصندوق البريدي الذي وضعتها فيه، وأين يحتمل أن يكون الغلط. وتقول في رسالتك الأخيرة بتاريخ 14 الجاري إنك وضعت في البريد عينه عددين من سورية الجديدة، وهذان أيضاً لم يصلا.
إكتشف السر. وأرسل إليّ في الحال بضعة نسخ من شرح المبادئ. وإذا كان قد ورد عدد من البرازيل فأطلب إرسال لا أقل من عشرين نسخة بالتدريج. وقد يكون المستحسن أن يوضع كل يوم نسختان من المبادئ في ملف واحد.
ويجب كتابة كلمة IMPRESOS على الغلاف. ويحسن أن يصير الإرسال على عدة عنوانات.
لم تذكر لي في كتابك الأخير ما هو الاشتراك الشهري الذي قررته اللجنة، مع أني طلبت معرفة ذلك في الحال ليصير تطبيق النظام هنا بسرعة، وهذه الناحية هامّة جداً.
إن البريد االسابق حوى كتاباً من البرازيل فيه كتاب من طرابلس من الرفيق بهيج فاخوري، أخ الأمين أنيس فاخوري، يطلب فيه إخباري ضرورة الحصول على شهادة من قنصلية فرنسية تفيد أني مقيم في مكان كذا من دولة كذا، وإرسال هذه الشهادة بسرعة ليستفيد منها التحقيق لمصلحة الموقوفين وبينهم الأمين فاخوري.
ولما كان لا يوجد في توكومان سوى وكالة للقنصلية الفرنسية رأيت أنه لا بد من العودة السريعة إلى بوينُس آيرس. ولولا أن الحاجة العملية قضت ببقائي هنا لكنت رحت إلى بوينُس آيرس في الحال.
وكنت أتوقع انتهاء الترتيبات قبل الغد فأسافر غداً مساء، ولكن لم يكن ذلك ممكناً. فأجّلت السفر إلى الأربعاء القادم في قطار خط «سنترال أرخنتينو» المعروف «بالتوكومانو» فأصل عند الساعة الثالثة والعشرين من اليوم عينه.
فيجب المبادرة لإرسال الدعوة التي تشير إليها في كتابك أو تسلّم ليدك، وأعتبر أنها وصلت إلى توكومان. على كل حال أريد جواباً مستعجلاً على مطاليب هذا الكتاب.
روح النهضة تمتد هنا متغلغلة في هذا البلد وفي النواحي القريبة. وقد تحركت بعض أوساط سانتياغو، خصوصاً بعد سفر الرفيق ميخائيل ملحم إليها في جولة تجارية يقوم بها.
وقد ورد اليوم كتاب من أحد الشباب المثقفين يقول إن بعض الشبان يعملون هناك لإيقاظ الروح، وطلب زيارة مني لجالية سانتياغو. فأشرت بإرسال جواب بالقبول وتهيئة الجو لحين عودتي من بوينُس آيرس.
ولقد ذهب منذ بضعة أيام صاحب الاتحاد اللبناني إلى سانتياغو بالمهمة عينها التي قدم من أجلها إلى توكومان. لولا مسألة شهادة القنصلية لما فكرت في العودة إلى بوينُس آيرس في الحال.
ولكن يجب توفق البرنامج مع مقتضى الحاجة فيمكن البقاء في بوينُس آيرس نحو أسبوعين ألقي خلالهما محاضرة أو خطاباً وأحضر المأدبة ثم أعود إلى سانتياغو وتوكومان.
إرسال المبادئ ضروري، وأعطيك على قفا هذه الصفحة عنوانات للمراسلة. ويحسن تأجيل اجتماع اللجنة المركزية للخميس أو الجمعة، بناءً على أنك تريد أن تبلّغ اللجنة شيئاً في ذلك الوقت، فيتاح لي حضور اجتماعها بنفسي ومعرفة حالتها.
ويحسن ألا تعلم اللجنة المركزية بأمر قدومي، وأن يكتم فيكون وجودي في بوينُس آيرس فجائياً.
وإذا كان من المستحسن استقبالي على المحطة فيكون من عدد قليل من الموثوق بهم الذين يتعهدون بعدم إذاعة الأمر أو إخبار أحد به.
ولتحيى سورية.