20/2/1940
الرفيق العزيز جورج،
أرسلت إليك في البريد الجوي الماضي كتاباً ضمنته أهم ما دعت الحاجة إلى كتابته، وقد وردني أمس كتابك الأخير المؤرخ في 17 الجاري ومعه نسخة مقالة الشاعر القروي في الزعيم، فأجيبك على ما ورد فيه كما يلي:
فيما يختص بمقالة الشاعر القروي أستحسن رأيك فيها، ولذلك أرى الاقتصار على نشر جزء من المقالة لا كلها على الكيفية التالية: يوضع العنوان عينه وتحت العنوان توضع عبارة «بقلم الشاعر القروي» ثم تجيء هذه المقدمة:
«على أثر ظهور الحزب السوري القومي وقبل أن يبدأ متزعمو سورية اللاقومية، الذين انكشفت مؤخراً مآربهم الخصوصية، بمحاربته لشعورهم بأنه سينقذ البلاد من غشهم وخداعهم وخصوصياتهم، كتب الشاعر القروي مقالاً نقتطف منه الصورة الصافية للزعيم التي أظهرها الشاعر القروي في المقال المذكور وهي شهادة حق لا مراء فيها».
وبعد هذه المقدمة يبدأ المقال بحذف الفقرة الأولى أي من الفقرة الثانية المبتدئة «بأنطون ذلك الفتى»، وبحذف الواو التي تسبق كلمة أنطون، وتنشر الفقرة التالية والبيت الشعري وتحذف الفقرة التي تلي البيت الشعري وأولها: «كان أنطون في عهده الأخير، الخ».
وينشر ما يلي هذه الفقرة، ثم تحذف الفقرة المتعلقة بالرابطة الوطنية كلها، ثم تنشر الفقرة التي أولها: «إن فوز الحزب السوري القومي وانتشاره» حتى كلمة «وإلى مجاهد عامل ينظم صفوفه».
وتحذف بقية الفقرة ابتداء من عبارة «وقد قيض الله له، الخ».
وتثبت الفقرة الأخيرة التي مطلعها «فلتحيى يا أنطون يا ابن أبيك العظيم، الخ». ويوضع التوقيع والتاريخ الذي نشرت فيه المقالة.
فيما يختص ببيان أول مارس/ آذار سنة 1937 توضع له المقدمة التالية: «وضع الزعيم هذا البيان في أول مارس/ آذار سنة 1937 وهو في مقر سري يضع الخطط ويتخذ التدابير التي كان من المنتظر أن تعقبها إجراءات باهرة تكون لها نتائج خطيرة، ولم يوقف تنفيذ تلك الخطط والتدابير سوى خيانة عامل بسيط أدت إلى توقيف الزعيم وهو في طريقه لتفقّد بعض المناطق التي كانت تجري فيها استعدادات واسعة.
«إن قيمة هذا البيان التاريخي عظيمة جداً لأنه وضع في ظروف غاية في الخطورة هي الظروف التي عقبت الصدام الدامي بين بعض الصفوف القومية وفرقة من الجند المسلح في يوم بكفيا المشهور.
وإلى هذا البيان يشير عميد الإذاعة السابق الأستاذ المحامي عبد الله قبرصي في مقاله: «يا زعيمي» المنشور في عدد أول مارس/ آذار سنة 1938 من جريدة النهضة (وهو المقال الذي ننقله إلى هذا العدد ويراه القارئ في مكان آخر)».
فيما يختص بصورة والدي التي أشرت إليها في كتابي الماضي، فإني أذكر أن هنالك كليشه موجودة بين الكليشهات الباقية من أيام الجريدة عند أخي إدوار.
قد تصل بعض المقالات مرسلة من الأرجنتين إلى العدد الممتاز متأخرة فإذا أمكن أن يحسب حساب وصولها يكون ذلك موافقاً.
في كتاب آخر أرسله بالبريد العادي أكتب إليك في شؤون أخرى. سلامي لك وللرفقاء. ولتحيى سورية.
بعد: لماذا لا يكتب إليّ إدوار. وكنت قد طلبت مجموعة خطب الزعيم أو مجموعة النهضة كلها، فأعود أرسلها بعد فراغي منها. وطلبت أيضاً نسخة «الدستور» فأطلب الاهتمام بهذا الأمر.
وضعت عبارة: وهو المقال الذي ننقله إلى هذا العدد ويراه القارئ في مكان آخر، بين قوسين لأني لم أكن واثقاً من إمكانية نشره، فإذا أمكن فلينشر لأنه مقال قيِّم. وإذا نشر فلا لزوم لوضع العبارة المتقدمة بين قوسين.
لست واثقاً من إمكانية إذاعة خطبتي في الحفلة بالراديو ولكن وصفاً دقيقاً لما يجري يمكن أن يرسل بعد الحفلة.
حتى الآن لم ترد عشر نسخ من العدد 51 حسب العادة. وقد وصل العدد 52 بالبريد الجوي وسأعلق على كل شيء فيه في الكتاب التالي.