مقر الزعيم، 2/5/1940
حضرة الصديق القومي العزيز الشيخ نعمان ضو المحترم،
وصلني كتابكم تاريخ 19 فبراير/ شباط ولم أجاوبكم عليه من قبل، لأني كنت في حالة تستدعي الراحة، فسافرت إلى كوردبة بإشارة من الطبيب، وبقيت برهة في جبالها أستعيد شيئاً من قوّتي.
ثم عند رجوعي وجدت أشياء غير لائقة يجب النظر فيها، وأهمها تلاعب حسني عبد المالك بنتيجة حفلة أول مارس/ آذار، وإرساله إذاعات إلى الداخلية لم يستشر بها أحداً، وهي ترمي إلى غايات شخصية له. ثم هو أثّر على إنسان آخر اسمه جبران سابا فاشترك معه في هذه الأعمال البعيدة عن الأمانة والنزاهة.
ولذلك أصدرت قراراً بفصل وطرد الاثنين من بين السوريين القوميين، فأرجو أن تأخذوا علماً بذلك.
وما اكتفى حسني بما عمله بل نشر شيئاً في السلام غير لائق، لا أعلم إذا كنتم قد طالعتموه. وبما أن هذه الجريدة شاركت في هذه الدناءة، فقد أصدرت مرسوماً بوجوب مقاطعة هذه الجريدة بكل وسيلة ممكنة، فخذوا أيضاً علماً بذلك وابذلوا كل جهودكم في إبعاد الناس عنها.
أما الفواكه التي أرسلتها [.....] فقد وصلت كلها، وكلما تناولت منها أذكركم وأشعر باهتمامكم [....] هذه الذكرى.
أما بشأن الجريدة [....] فقد صار لها وكيل جديد هو إميل بندقي [.....] لترسل الجريدة إليهم، وإذا جرى تأخير بذلك فهو بينما تعيّن هذا الوكيل. ولا شك أن الجريدة ستصل بعد الآن بانتظام.
وبهذه المناسبة أريد أن أخبركم أننا نفكر الآن بإصدار جريدة أو نشرة في هذه الجمهورية تحمل صوتنا السوري القومي إلى كل الجهات، ومتى تمّ ذلك أفيدكم على اعتقاد أنكم لا تدخرون وسعاً في سبيل تعميمها ونشرها بين الذين يريدون أن يكون لهم سهم في نشر المبادئ القومية التي أنتم من جنودها.
أما الأشخاص الذين يريدون الانضمام إلى الحركة القومية فيسرّني تقرّبهم منا، ولكني لا أعلم إذا كانوا قد درسوا مبادئ الحزب وفهموها جيداً، وعلى كل حال أنا أدرس هذه القضية وأفكر في إرسال أحد الرفاق إلى هناك ليهتم في ضمهم إلينا على طريقة نظامية.
سلامي لك وللعائلة وتمنياتي أن تكونوا بخير.
وسلام قومي لجميع المهتمين.
ولتحيى سورية.