1/8/1940
الرفيق جورج بندقي،
أرسلت إليك في بريد أمس الجوي كتاباً وضعت فيه جملة إضافية لختام سلسلة مقالات «الشهرة على حساب الحزب السوري القومي المخصصة لزكي قنصل. وكنت قد أرسلت إليك بالبريد الجوي الحلقة الأولى. أما الحلقتان الثانية والأخيرة فقد أرسلتهما بالبريد العادي وتصلان متأخرتين قليلاً.
وردني اليوم كتابك المؤرخ في 30 يوليو/ تموز الماضي ومعه كتاب جميل صفدي الطويل. ولما كان يوجد اليوم بريد جوي آخر إلى البرازيل على خط الشركة الأميركانية فقد رأيت أن أجيب في الحال عليه.
إنك قد ارتكبت غلطاً بتوقيعك على النسخة الباقية مع جميل صفدي. ولكن لا بأس.
يقول جميل صفدي في كتابه إنه كان قد أرسل إليّ يقول إن رزمة الأوراق قد وجدت، ويخبرني بكيفية العثور عليها، ولكني لم أتسلم كتاباً منه بهذا المعنى، وكل ما عندي هو كتاب منه يقول فيه إن رزمة الأوراق موجودة في مكان أمين، ولكنه لا يشير إلى سعيه لإيصالها إليّ.
ومهما يكن من الأمر، فإني لا أجيب جميل صفدي ولا أقبل النظر في مسألته، حتى يكون قد أرسل الأوراق إليّ بواسطتك واطلاعك على عددها واحدة واحدة، وحتى أكون قد تسلمتها ووجدت أنها كاملة، ووجدت أهم الأوراق التي أريد الاحتفاظ بها.
فعلى جميل صفدي ألا يلجأ إلى المداورة وأن يسلّم هذه الأوراق في الحال، إما إلى أخي إدوار، أو أن يسلّمها إليك بحضور أخي إدوار، لترسل إليّ مسجلة مع وصول من البريد بالتسليم.
ومتى تسلمت الأوراق أصبح في إمكاني التساهل في أمر جميل صفدي وأخيه الدكتور وديع، وسماع ما يريد أن يدلي به جميل ليبرهن عن حسن نيته.
وقبل تسلّم الأوراق لا يمكنني النظر في شيء مما يقوله جميل. فبلّغه أمري وأطلعه على الفقرة من هذا الكتاب القاتلة بوجوب تسليمه الأوراق ليستوثق من صحة الأمر وابقِ الكتاب معك.
وبعد تسلّمي الأوراق تهون أمور كثيرة.
ولتحيى سورية.
أريد أن أعلم بسرعة إذا كان جميل صفدي مستعداً لتقديم الأوراق في الحال وبدون أخذ وردّ وقال وقيل، إذ لا وقت عندي لإضاعته.