إلى نعمان ضو

12/8/1940

عزيزي الشيخ نعمان ضو،
وردتني الحوالة بخمسين باسو للشهر الماضي، وتأخرت بإخباركم لكثرة الأشغال والمهام. ثم وصل إليّ كتابك الأخير المؤرخ في أول أغسطس/ آب الجاري، وانشرحت بما حمل من أدلة الثقة بالنفس والهمة البعيدة. ولا بأس أن يكون هنالك خونة يكملون تاريخ النهضة القومية، ويزيدون اختبارات الحركة، بشرط أن تكون هنالك نفوس راسخة الإيمان، صادقة العزيمة.
إن عملية تنظيف الأوساط، وتطهير الحركة القومية من المفسدين، هي أول ما يجب فعله.
وعندي أن مئة عدو في الخارج أهون من خائن في الداخل. وتبيين الوجوه ضروري لتنظيم الصفوف وتخطيط المعارك. ومن يسير بجيش لا يعرف ما يجول في نفوس رجاله لا يلقى غير الفشل.
وإني أفضّل أن أسير للقاء العدو بفئة قليلة تصبر على القتال وتثبت عند الشدة، على أن أسير بجيش لجب تعج فيه الخيانة والجبن والضعف.
الجمعية السورية الثقافية هي وليدة اليقظة القومية، ألّفها القوميون للقيام بالأعمال الثقافية التي هي وراء كل عمل قومي. ويجوز أن يدخل فيها عدد محدود من غير القوميين يكون لهم جميع حقوق العضوية.
ويجوز قبول مشتركين محبذين ومنتفعين من منشآتها بدون تقييد فتلقى فيها محاضرات وتمثّل روايات وتقام حفلات، تسيطر فيها الروح القومية والحمية الوطنية، فيشعر الجمهور بأننا شعب حيّ له مقامه وله فكرته السامية.
تردني بين حين وآخر أخبار متقطعة من الوطن، والحالة الآن غير واضحة. أما القضية فسيرها حسن، وأما الحركة فتزداد وتنتظر ساعتها.
الأمين نعمة ثابت لا يزال قيد التوقيف أمام المحكمة العسكرية، على ما أعلم.

أما عنوانه فهو:
الغبيرة ـ بير حسن ـ بيروت.
ويمكنك الكتابة إلى شقيقته الآنسة كلودا ثابت على العنوان نفسه.
عسى أن تكون والعائلة بخير. بلّغ سلامي إلى أصحاب الغيرة القومية عندك.
ولتحيى سورية.

المزيد في هذا القسم: « إلى جورج بندقي إلى وليم بحليس »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.