12/9/1940
الرفيق العامل ساسين حنا ساسين،
وردني منذ أسبوع كتابك الأخير المؤرخ في 10 أغسطس/ آب الماضي. وقد أخرت الإجابة عليه بانتظار بعض الأمور.
السيد رافلس: بعد أول كتاب تسلمته من السيد رافلس أجبته عليه، ثم تسلمت جواباً منه أجبت عليه برسالة أرسلت نسخة مسجلة بالبريد الجوي. وبدلاً من أن يردني جواب على رسالتي الثانية تسلمت نسخة من الجواب السابق الأمر الذي دلّ على عدم وصول رسالتي إلى السيد رافلس. وسأرسل نسخة جديدة من رسالتي إليه عسى أن تصل هذه المرة.
علاقاتنا مع إسبانية: متى كتبت إلى السيد رافلس بلّغه أني انظر بارتياح إلى إنشاء علاقات ودية ثابتة بين الحركة السورية القومية وإسبانية القومية. وأن ذلك يكون ممكناً بتعيين أشخاص من الطرفين للقيام بالمخابرة التمهيدية ووضع أساس التفاهم.
رسائلك: وصلت، ومنها برقيتك في أول مارس/ آذار الماضي الحاملة شعورك الحي، والكتاب المرسل بواسطة الرفيق إميل بندقي، ثم الكتابان المرسلان بواسطة الرفيق [جبران] مسوح.
الزوبعة: كان انقطع إرسالها إليك لبعض الخلل في العنوانات وتغيّب الرفيق مسوح، وقد أعيد الإرسال وستصل بالبريد العادي.
أما أمر المدعو فريد نزها فقد انتهى من زمان إذ توقف «إعصاره» بعد العدد الثالث ولم يلاقِ غير السخرية من الناس والاستهجان. وهو نفعي ضيق النظر، وكل مسألته تنحصر في حسده للرفيق مسوح بسبب توليتي إياه إدارة الزوبعة، في حين كان يتوقع أن يُعتمد هو لها وتصير الجريدة تحت إدارته وتصرّفه. وهو ليس أهلاً لشيء من ذلك وليس محل ثقة. فحاول أن يحمل على جبران أولاً، فلما رأى تأييدي لجبران انتهز فرصة قدوم رشيد الخوري إلى الأرجنتين للقيام بحملة عليّ، ولكن هذه الحملة كانت حقيرة ولم تصل إلى شيء. وقد نسيها الناس بالمرة وكانت سبباً في انعدام ذكر نزها.
العفو: وردت برقية تفيد بأن الأركان الذين كانوا في السجن في بيروت استعادوا حريتهم. وهذا حادث هام، فضلاً عن أنه خبر مفرح. أما الموقف الذي تقفه الحركة فلا يزال كما كان بتوجيه العناية إلى العمل الداخلي وتوحيد روحية الشعب، لأن هذا هو الأساس، ليكون مستعداً لاغتنام الفرص المقبلة.
التبرعات: يحسن جمع تبرعات وإرسالها إلى القوميين. والأفضل الاهتمام بالحرية قبل الخبز، لأن الحرية تؤمّن الخبز، أما الخبز فلا يؤمّن الحرية.
ويمكن إرسال المال على هذا العنوان.
وعسى أن تتوفقوا.
سلامي لك وللعائلة والرفقاء ولتحيى سورية.