إلى أعضاء لجنة المفاوضة

 21/12/1940

حضرة أعضاء لجنة المفاوضة لفسخ شراكة سورية الجديدة،
وردني منذ بضعة أيام كتاب من أحدكم، الرفيق إلياس فاخوري، مصادق عليه من الرفقاء فؤاد بندقي وتوفيق بندقي وجورج بندقي. ومنه وقفت على ما يلي:
1 ـــ إنّ الرفيقين فؤاد وتوفيق بندقي قد خالفا الشروط التي أنشئت عليها سورية الجديدة بطلبهما من الحزب تقديم مبلغ مالي لتغطية قسم من العجز المالي الذي أصيبت به إدارة الجريدة لقاء تخلّيهما عن شراكتهما، وقد كان الاتفاق الأساسي على إنشاء الجريدة، قبل أن صار السيدان فؤاد وتوفيق بندقي رفيقين قوميين، على أن تكون الجريدة ناطقة بما تشير به المراجع الحزبية العليا وخاضعة لسياسة الحزب في سياستها، وأن يكون تحريرها من متعلقات الحزب وحده، وأن يقوم السيدان فؤاد وتوفيق بندقي بالنفقات وسد العجز. ومتى صار للجريدة أرباح يأخذ السيدان بندقي 60% بالمئة ويأخذ الحزب 40% بالمئة. فيكونان شريكين عليهما الشرط المالي ولهما النصيب الأكبر من الأرباح المالية.
2 ــــ إن الرفيقين فؤاد وتوفيق بندقي يطلبان، لقاء تركهما شراكتهما في الجريدة، دفع المبلغ المذكور فوق المحدد بأربعين كنط ريس من العملة البرازيلية على قسمين: القسم الأول، وهو النصف، يدفع حين تركهما الشراكة. والقسم الثاني يسدد أقساطاً في مدة ستة أشهر ابتداء من أول يناير/كانون الثاني المقبل.
3 ــــ إنّ الرفيقين فؤاد وتوفيق بندقي يفضلان أن يخسرا المبلغ الذي يطلبانه من الحزب في سبيل إيقاف الجريدة وإنزال خسارة معنوية بالحزب، على الوصول إلى اتفاق يمنع وقوع هذه الخسارة على الحزب، ويكون في كل حال أفضل من النتيجة التي ينالانها من إيقاف سورية الجديدة.
فإذا صح أنّ الرفيقين المذكورين يفضلان أن يخسرا مادياً ليخسّرا الحزب على أن يخسرا ليربح الحزب، فليذكرا يمينهما وشروط اتفاق إنشاء الجريدة. وإذا أصرّا على هذا الموقف المخالف للروح القومية ونظام الحزب فيكون ذلك بناء على درايتهما التامة بما يفعلان.
4 ـــ إنّ الرفيقين فؤاد وتوفيق بندقي يخالفان بطلبهما المذكور آنفاً ما أرسلا يعرضانه عليّ بواسطة الرفيق جورج بندقي، حين أعلنا عزمهما على ترك شراكة الجريدة، وهو ما يأتي، مقتطفاً من كتاب الرفيق جورج بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "ولكي يكون لك (للزعيم) متسع من الوقت للنظر في أمورها الإدارية والإنشائية وتنظيماتها الداخلية ورغبتهما في مساعدتك في ذلك يتحملان مسؤوليتها المادية لغاية آخر هذا العام، أي 1940".
بناءً عليه أطلب من اللجنة المفاوضة العودة إلى مخابرة الرفيقين فؤاد وتوفيق بندقي، وإظهار حقيقة الموقف لهما، وتذكيرهما بتعهداتهما وواجباتهما القومية وبما أرسلا يعرضانه عليّ.
وأطلب تبليغهما أني أرى الحل الشريف اللائق، الذي يجعل الأمور تجري نحو الوفاق والنجاح، هو ما كان قد ذكر في بعض محادثات اللجنة معهما: أي أنّ ما يقبض من الاشتراكات القديمة التي تنتهي مدتها في آخر سنة 1940 يدفع لهما. وفيما سوى ذلك يكون كل شيء عائداً إلى الجريدة التي عليها مهمة صعبة وعبء ثقيل.
ومع ما تقدم أوصي اللجنة بالاتصال بمن يقدر على المساعدة المعنوية والمادية، لمعرفة ما يقدر أن يساعد به مشروع فسخ شراكة سورية الجديدة كالرفيق فارس بطرس وغيره ممن للرفيق فاخوري اتصال بهم، فلعله يكون في ذلك حل للمشكل الذي يكون الأفضل حلّة بالإبقاء على الجريدة في كل حال.
فإذا عرض الرفيق بطرس مساعدته، وكان هنالك أمثال السيد فيليب لطف الله وبعض المناصرين ويرغبون في المساعدة فليجر الاتصال بهم وليدرس الموقف مع بعضهم وإمكانيات مساعدتهم. وما زال باب الدرس والمفاوضة مفتوحاً وأعمال المخابرات جارية، فالأفضل الاستمرار في إصدار الجريدة، خصوصاً أنّ عامها يبتدئ في فبراير/شباط لا في يناير/كانون الثاني. ولتحيى سورية.

 

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.