الطقس اليوم جميل وقد خرجت باكراً في نزهة في البرية وذكرتك وكانت نفسك رفيقة لي. لو تدرين مبلغ شوقي اليك. ولكن لا بد من استمرار هذه العزلة واني أثق بنفسي وبك في مواجهة كل صعوبة ومكابدة كل مشقة.
في الأيام الأخيرة فكرت كثيراً بك وشعرت اني سعيد بحبك وبنفسيتك الجميلة.
وقد قادني التفكير الى الاهتمام بالوضعية وبمجرى الأمور. ولا اكتمك اني كنت أمس ومنذ بضعة أيام منزعجاً نفسياً فوق انزعاجي الصحي. فقد تنبهت الى ان الرفيق جبران مسوح قد أعلن في "الزوبعة" انه صاحب امتيازها فضلاً عن انه مديرها. وهذا يدل على انه يحسب الجريدة له، الا اذا كانت له فكرةٌ أخرى.
وكنت أنتظر وأتوقع لغط الناس بمسألة خطبة الزعيم ولكني لم أكن انتظر وقاحة من فضلي عليهم، اي بعض الأعضاء، اذ وردني ان "كثيراً" منهم يقولون "الحزب لا يقدر ام يقوم بنفقات زواج الزعيم".
هذا الأمر جعلني أفكر في مسألة الجريدة التي انشأتها أنا لتكون طوع أمري. وقد رأيت ان أجعل هذه الجريدة ملكاً لي شخصياً بدلاً من ان انشئها وأقوم بنشرها واكسابها الأهمية لتكون لغيري. وهكذا أؤمن لنفسي مصلحة أنا صاحبها وأؤمن قوتي المعنوية.
وقد متبت أمس الى جبران مسوح ليحذف اعلان انه صاحب الامتياز. ثم كتبت اليه اليوم أعرفه رغبتي واني أنا انشأت الجريدة لتعبر عن موقفي وخطتي ورأيي فتكون الجريدة الشبيهة بالرسمية للحزب. وبيّنت له اني أريد ان أكون ولي أمرها وصاحبها حتى لا يبقى التباس في المستقبل وقلت له انه يجوز ان يكون شريكاً لي واننا نتفق على هذا الأمر متى عدت الى بوانس ايرس. وأبنت له اني مستعد أن أدفع ما أنفق على الجريدة.
وقد كتبت أيضاً كتاباً الى أخي أدوار في البرازيل أطلعه على خطبتنا وعلى ما عزمت عليه بشأن "الزوبعة" وأخبرته انه كان قد أوصى على الحروف العربية ولمّا يكن ارسلها ان يرسلها باسم جورج لتكون لي أنا فاستولى عليها بنفسي وجورج يخرجها من الكمرك.
ان الذي كتب اليّ من بوانس ايرس عن موقف الناس والأعضاء هما اميل بندقي وبهجة نبّوت وقد اجبتهما وكنت انتظر منهما كتاباً أمس اذ قد أمرتهما بوضع لائحة بالأعضاء الذين يقولون انهم "لا يتعرفون على الزعيم اذا كان خبر خطبته صحيحاً" وارسالها اليّ في مدة 48 ساعة من وصول كتابي اليهما. فاذا لم يردني اليوم كتاب منهما فقد يكون هنالك قصد سيء خفي فأحب ان أعرف حقيقة الأمر ولعل أميليا تقدر ان تعرف من الرفيق أنيس هنود. فيجب ان لا أبقى جاهلاً تماماً ما يجري لكي أتخذ التدابير اللازمة.
أريد ان تخبري اميليا اني أكلفها سؤال الرفيق نبكي عما جرى بأوراقي ومعاملة اقامتي هنا واخراج جواز سفري فهذا الأمر ضروري. واذا لزم الأمر ان أنزل الى بوانس ايرس فاني مستعد أن أفعل فأنزل فجأة وأضبط الأمور ثم أعود. لأنه في هذه المدة وأنا بعيد قد تحدث أمور يصعب تلافيها فيما بعد.
لا أعتقد ان الرفيق جبران مسوح يقيم مصلحته على حساب مصلحتي ويفضل أمره على أمر زعيمه ولكن يجب ان لا نتكل على أحد من الناس.
اذا تنبهت الرفيقة اميليا للأمر فيكون لها مسعى وتدبير فاطلعيها على وجهة نظري في أمر الجريدة. وخبريها عن موقف بعض الأعضاء.
حبيبتي: أمس خالفت اشارتك بشأن الراحة بسبب انزعاجي من امر الجريدة واليوم تابعت الكتابة لجبران وبعد الآن سأرتاح نوعاً.
أرسلت أليك هذا الصباح قبلات خارجة من أعماق نفسي. والآن أقبلك ثانية قبلة حبي واسلمي لي.
في 7 نوفمبر 1940
بعد: الكتاب لأخي أضعه مع هذا لتضعيه في البريد الجوّي مسجّلاً يوم الاثنين قبل الساعة 20.00.
فرض
اغلاط للاصلاح وردت في كتابك الأخير
غلط
راسلت
هيا
بعد اعداد
سلاسة مكاتيب
اسنتين
حرارت الشمس
هذه الأغلاط تصلحينها وترسلين الاصلاح اليّ
وأنا أصلح لك:
يومً ما غلط وتكتب هكذا يوماً ما. فالألف التي مع النصب لا تزاد مع التاء القصيرة فقط ولكنها تزاد مع جميع الأحرف وهكذا نقول:
مَرَّة وَاحِدَةً ويوماً واحداً.