وصلت الى توكومان يوم الاثنين عند الغروب. عندما قارب القطار المدينة نظرت الى الجبل القائم وراءَها فرأيت الضباب يظلّه ثم حدقت النظر فرأيت خلال الضباب ما خيل اليّ انه قطع ثلج. فلما قربت أكثر ظهر الثلج واضحاً ففرحت بمنظره.
كان على المحطة الرفقاء جبران مسوح وكامل عواد واثنان آخران. وقد أُنزلت في منزل جبران مسوح.
بدأت اليوم النظر في بعض الأمور ووجدت حالة الرفقاء في جمود شديد ولم يحصل حسن تصرف في مسألة رئاسة الجمعية السورية اللبنانية التي كانت أسندت الى الرفيق كامل عواد الذي تخلى عنها. غداً مساء يجتمع الأعضاء كلهم وأتوقع ان يكون العدد سقط الى النصف بسبب الاهمال فقط. البرد هنا شديد وقد بلغ في اليومين الأخيرين معدل درجتين وبعض الدرجة تحت الصفر. وقد قرأت في لا نسيون ان الحرارة هبطت في بوانس ايرس الى درجة واحدة وجزئين تحت الصفر. عسى ان تكوني تذكرت تسليم ورقة أسماء الرزم لحنا موسى. ويظهر انني نسيت كتاب الرفيق انيس شاهين على مكتبي وكنت أريد ان أجلبه معي فأحب ان ترسليه اليّ.
أتمنى ان تكوني وصفية وأهل البيت في خير حال. اتق البرد في ذهابك وايابك. سلامي الى الماما وجورج وديانا وقبلاتي لك ولصفية.
في 17 يونيو 1942 يوم مولد صفية لستة أشهر
ولتحي سورية
بعد: خابري الرفيقة اميليا وقولي لها اني متأسف لأني لم أتمكن من توديعها. فقد نويت ذلك وقلت أخاطبها من المدينة ثم انشغلت بالمطبعة وشؤون أخرى فلم أفعل.