حبيبتي،

تسلمت اليوم عند الظهر كتابك الأخير. وكنت اعلم انك ستقلقين للأخبار السيئة التي أرسلتُها اليك. ومع تني طمأنتك نوعاً فالذي اراه هو وجوب السرعة في ضبط الأمور بكل حزم ودقة. وكما قلت سابقاً حالتك أنت ووجود المحل بعيداً عنّا ووجود جبران في المحل كل هذه أمور تعوق التدابير التي كان بأمكاني اجراؤها. ولكن ما أجريه الآن سيصعب المسائل على جبران في حالى استمرار مراميه الخفية. فقد قرّرت طبع فواتير صغيرة باسم المحل على نسختين أولاً وغداً صباحاً سأخذ كمية أُخرى من الورق لجعل الفواتير على ثلاث نسخ: واحدة للشاري وواحدة للصندوق وواحدة لتبقى لمقابلة أوراق الصندوق عليها.

وأظن انه في مطلع الأسبوع القادم سيكون عندنا مستخدمة في المحل وهذا حجة لتسيير المحل بدقة وضبط لجميع الأُمور. وفي نيتي انه عند عودتك،اذا ترجح عودك قبل الولادة، ان نجري تقويماً دقيقاً للمحل اضبطه بنفسي بمساعدتك ومساعدة المستخدمة والمستخدم. ثم سأعينك رسمياً للصندوق وأفصل الصندوق عن موقف المبيع واذا قضى الأمر ان اشتري خواناً خصوصياً لهذه الغاية فعلت. فيكون عملك ضبط الصندوق وتكون مفاتيحه بيدك وحدك فتقفلين عند الظهر وتفتحين بعده وتعمل الفتاة وجبران على المبيع حين يكثر الزبائن وكل بيع يدوّن ويُحصَى. ولِمُدةٍ يمكن ان تقف الفتاة على الصندوق حين تكونين غائبة، ما دام القبض والدفع يجري بموجب قيود وحسابات مضبوطة. ومال الخزانة الرئيسية سوف لا يكون كبير خوف عليه لأن ما سيجتمع في البنك سأصرفه لتسديد الديون ولا أسمح بتجمع كمية مالية كبيرة في البنك. واذا دفعت شيئاً فوق الرسمال يكون قوة لي للتشبث أكثر بضبط المالية في يدي وحينئذٍ إما ان يخضع جبران للنظام والحق وإما ان ينصرف.
اليوم دفعنا الفي فاس من المال المتجمع هنا مع الألف فاس الذي أرجعه محل شكري ملقي الينا بواسطة سند على المصرف وسحبنا التعهد الذي كان يستحق في 2 سبتمبر المقبل. وأرسلت اليوم سنداً بمبلغ فاتورتي كُخ، أي الف وواحد وخمسين فاس وثلاثين سنتابو وهذا يجعل لي دينّاً على المحل يخولني سحبه من المال الذي سيتجمع وغداً يمكن أن ارسل مبلغ ما دفع للشماس ودفعة – 150. لفريسي واخذ من المحل مقابلها.
اني أتابع السعي لأخذ محل مناسب ليكون البيت والمتجر في مكان واحد وحينئذٍ لا يبقى مجال للخوف. وفي الوقت نفسه، وخصوصاً متى عدت أنت، سوف اطبق خطة الضبط بكل شدة ودقة واذا حاول جبران المقاومة سالغي مقاومته بموقف حاسم واذا وجب ان آخذ فراشاً وأضعه في المحل لنومي هناك افعل وهذا يُري جبران اني مصمم على اجراء الأمور كما يجب ولا يبقى امامه إلا ان يترك مخاتلته أو ان يترك الشركة. وأما مسألة امضائه تعهدات مالية فاذا لم يكن ذلك مبنيّاً على معاملة تجارية واضحة تعرّض للإجرام والمعاقبة القانونية، فضلاً عن الفضيحة المناقبية.
اذا كنت قد صممتِ على العودة قبل الولادة فلا تُبطِئي ولا لزوم لمتابعة البحث عن بضائع فالهام صَار عندنا وأهم الأمور الآن الوصول الى ضبط المحل ومسؤولياته سريعاً، بعد وضوح مخاتلة جبران ومراوغته.
أتركي مسألة الاسفنج الفولاذي حتى ومسألة rollos engomados فهذه ندبرها من هنا. انما اذا امكنك زيارة شركة ناشنل فايفر وطلب مقابلة المدير أو نائبه السيد دوسن Dawson فذكريه أني أنا الذي اشتريت من عندهم امهات الطبع matrizes ومخزنها. وأخبريه ان ممثل الشركة هنا لم يزر محلنا وانه بما انه صديق امين مسوح فقد يكون امين مسوح اقنعه ان لا يزورنا وان هذا يضر الشركة ويظهرها بمظهر المتحيز. وقولي له انه يمكن ان يسألوا فومقلي ولاّفنّه والبرتو بِرمبرق Alberto Bromberg y cia وارافتشي وانطوني ابلنك وفريسي ورَمون شوصَص Ramon Chozas y cia واستراده Angel Estrada y cia وانه اذا كانت هذه المحلاّت تعاملنا فلا يجوز ان تقاطعنا شركة ناشنل اكراماً لتحيز ممثلها الذي يريد ارضاء خاطر امين مسوح.
لا تلحي على فومقلي ودلاّفنّه باسترجاع أو رد ما طلبناه فهو كمية لا خوف منها ولا لزوم لاظهار خلل نظامنا المسؤول عنه جبران فأكتفي دائماً بملاحظة لطيفة. وكان احسن ان تستعملي مع فومقلي حجة انك حين قدمت طلب بدل كرتولينه للرّسم كان ذلك قبل علمك بذهاب البضاعة وبقصد تعجيل هذا الصنف. ولا حاجة لمجادلتهم.
غداً اكتب اليك في اخر ما يتعلق بالشراء ولكنه ليس هامّاً ولا يستدعي بقاءَك هناك اذا كنت قرّرت العودة وانهيت معاملة البلدية، لانه يجب ربح المعركة هنا قبل كل شيء ووضع كل شيء في مكانه.
اشكر لجورج ملاحظته وثقي انت وهو اني من زمان ادركت الحالى المقبلة وكل مواقفي الأخيرة كانت مواقف تحوّط. وانت تعلمين كيف اني منعت جبران من طلب كميات كبيرة وكيف اني جعلته يطلب رفض طلب اجراه ضد رغبتي وبغير معرفتي. فانا اقدر ما نحتاج اليه ضمن تقديري مدة استمرار القتال في اوربة ونظري في هذه الامور بعيد.
أود ان تكوني وصفية وأهل البيت بخير. سلامي لهم وللرفيقة اميليا ومن يسأل عني من الرفقاء وقبلاتي وأشواقي اليك والى صفية.

ولتحي سورية


في 24 أغسطس 1944


بعد: سهوت ان أذكر انه خطر لي بعد العشاء وقبل كتابة هذا الكتاب النزول الى قرب المحل بالدراجة. ففعلت ووجدت المحل مقفلاً فظننت ان جبران نائم. وفيما انا أريد العودة رأيت السيد ايليا حداد وصاحبه اميليو وشخصياً آخر يسيرون في خونين. فعطفت بالدراجة واتيت من شارع سان خوان الى خونين والتقيت بهم ووقفنا نتحدث وقبل افتراقنا مر بنا جبران دون ان ينتبه لوجودي وكان آتياً من جهة نبيهة. ان علاقته بها اصبحت مريبة. واليوم اصابه اضطراب عندما خاطبته بالتلفون لتخبره انها متوعكة قليلاً وان الطبيب اشار عليها بالراحة في السرير. فوضعت في دكانها الفتاة لُولا. وخرجت من المحل لغرض وعدت سريعاً فوجدت جبران على التلفون يتوسّل الى الفتاة المذكورة ان تعمل معروفاً عظيماً وتخبره بعد الظهر عن حال نبيهة. وهناك دلائل أخرى على توثق العلاقات الخصوصية بين جبران ونبيهة.

بعد بعد: عدت اليوم ففكرت في ترك مسألة الثلاث نسخ الى وقت آخر. الآن نكتفي بالنسختين وحين حضورك وايجاد محل مناسب أو سفر جبران نهائياً الى بوانس أيرس تهون مسائل الضبط والمراقبة.
اليوم وقعت اتفاق الضمان على أساس 7.75 لكل الف، بسبب وجود فاصل خشب مع حلاق، والا كان الضمان على اساس 5.65 لكل الف فاس. والخصم بفضل معلوماتك الاخيرة يقدر ب 20%. ومتى انتقلنا الى مكان آخر مستقل يعود الضمان الى المعدل الصغير وترجع الشركة الفرق. ضمنّا عشرة آلاف.

المزيد في هذا القسم: « حبيبتي، رفيقتي جولييت، »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.