سررت كثيراً بفكرة قرب مجيئك مع الماما. ومع هذا يفرحني كثيراً فإني دائماً افكر في الدرجة الأُولى بما هو الافضل لحالة الولادة. ولكني اطمئن متى عرفت انه يمكن ان تحصل لك هنا العناية والوقاية التي حصلت لك في بوانس أيرس، خصوصاً لتخفيف آلام المخاض فاذا امكن ان يجروا لك هنا طريقة "الملكة" فيكون ذلك جيداً فإسألي القابلة عن جميع هذه الأُمور.
ثم تذكّري انه يجب ان تُرِي عينيك لطبيب اختصاصي ماهر يصف لك النظارات الموافقة. واذا تذكّرتِ حاجتي الى نظارات واقية من الغبار وحر الشمس ففكري ان النوع الأكثروقاية هو الذي إطار (برواز) يحيط بالعين كلها كالذي يستعمله الذين يركبون "الموتوسكلاته" وزجاجه يجب ان لا يكون قاتماً لكي لا يضعف البصر عندما يكون النور خفيفاً في الصباح أو المساء وقد احتاج الى اثنين ولكن واحداً يكفي الآن.
انك شعرتِ، بلا شك، من كتابي الذي ذكرت فيه الجنينة وعبير ازهارها اني مشتاق اليك. وهذا الشوق يزيد مع الأيام والفراق يُذهب كثيراً من جمال الحياة ومعاينها الكبيرة. فأود ان يجري كل شيء صالح ليمكّنك من العودة اليّ سريعاً.
منذ هنيهة خابرتني نبيهة بالتلفون لتقول ان فتاة سورية الأصل بلا ابوين تطلب الاستخدام وانها تعرفها من قبل وتعرف انها امينة ومجتهدة. واتفقنا ان تبقيها عندها بضعة أيام لأراها وارى مايكون. ولست ادري هل تريدين ان يبقى هذا الأمر الى ان تعودي وتدبري بنفسك هذه المسألة أم يكون جيداً ان نستعيض عن فلوريندة بغيرها في كل حال فإذا كتبتِ اليّ سريعّاً فأذكري رأيك من هذا القبيل.
خادمة نبيهة تركتها من عدَة أيام.
أود وأرجو ان نسعد باللقاء قريباً ونفرح بإجتماعنا ويزداد سرورنا بوجود الماما معنا.
سلامي إلى اهل البيت وقبلات شوقي اليك والى صفية.
ولتحي سورية
في 30 أغسطس 1944