حبيبتي،

تسلمت مساء أمس كتابك الأخير المؤرخ في 12 سبتمبر الحاضر. 

اظن ان هذا آخر كتاب ارسله اليك فسوف لا اكلفك القيام بشيء جديد للمحل. وعندما تأتين نتحدث في امورنا ونستعرض جميع الشؤون.
لمّا اكتب الى الرفيق فؤاد دبغي. وكنت عولت على الكتابة اليه لمعرفة رأيه وموقفه ولأني اعلم ان الاستعداد لعمل مقبل يقتضي تمهيداً وبعض الوقت. وقد حلت مسألة الانتقال الى كردبة محلاً مكيناً في نفسي.
لم يعد جبران في المدة الأخيرة الى شيء من مواقفه السابقة ويحتمل ان نكون ابعدنا، بسبب تهوره في افكار وخطط طائشة وتعمده الخداع في بعض الأمور، في افتراض مبلغ انحراف مسلكه. وإن تنفيذ الخطة التي رسمتُها ستقينا حتماً العبث الداخلي. واذا كان تسليم جبران حقيقياً وبإقتناع نزيه فيمكن ان يكون مفيداً في العمل بإدارتي وكل ذلك سأنظر فيه من جديد بعد قجومك واجراء التقويم حالاً للمحل لنعرف موقفنا.
عندما كتبت اليك عن "الديسل" أو "الديزل" قلت لك ان المسألة الآن هي مسألة امتحان الخطة من قبل الخبراء ويجب انتظار نتيجة التجربة والاختبارات فلا يحسن استعمال هذا القطار ولو سار الآن. وبما انك ستأتين مع الماما فقد يكون من الموافق ان تشتري ثلاثة مقاعد فتربحين بذلك استعمال اربعة مجالس، أي كرسيين كاملين، فاذا نامت صفية تجدين والماما مجلسين آخرين مريحين قبالها.
غداً سأهتم بشراء كرسيين. اليوم الأحد ذهبت وجبران الى سِمُوكة لحضور خطبة الرفيق ميكال قصير وعدنا هذا المساء
سأصرف أيام هذا الاسبوع في العمل وأرتقب قدومك. سلامي الى اهل البيت وقبلاتي وأشواقي اليك والى صفية.

ولتحي سورية


في 17 سبتمبر 1944

المزيد في هذا القسم: « حبيبتي، حبيبتي، »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.