إلى نعمة ثابت

19/1/1946


عزيزي الأمين نعمة ثابت،
أعتقد أنّ شوقك وشوق الأمناء والرفقاء إلى الاتصال بي يماثلان شوقي إلى الاتصال بكم.
لقد نالكم ونالني في هذا الافتراق الإكراهي أشياء كثيرة، ولا بد من فرصة مناسبة ووقت كاف لاستعراض جميع هذه الأشياء وتبيّن أهميتها وعلاقتها بمجرى التاريخ.
إنّ موقفك والأمناء والرفقاء المؤمني. كان بطولة أنقذت شرف الأمة وحفظت تقاليد النهضة العظيمة.
قد يكون الرفيق أسد الأشقر حدثكم عن الأموات منا في هذه البلاد التي دفعتني إليها التقادير. إن فعل التحجر قد قطع شوطاً بعيداً في جعل هذه البقايا صورة جامدة لا يمكن تبديلها إلا بفعل عام قوي يأتي من خارجها.
سرّتني الأخبار الأولى التي وردت حاملة بشرى ثبات النهضة واستمرارها وزيادة معنويتها. ثم ساءتني أخبار نشرت في بعض الصحف السورية هنا تقول إنّ الحكومة الحاضرة عادت إلى نهج سابقاتها ومنعت مظاهر الحركة.
إني انتظر بشوق كبير ورود رسالة وتقرير من المركز.
والعودة هل هي مناسبة في هذه الظروف؟
إنّ الأمين فخري (معلوف) غرق مؤخراً في طوفان الخليقة وألوهية المسيح والحساب بعد الموت والبعث ووحدة الكنيسة المسيحية تحت رئاسة الأب الأقدس المعصوم عن الغلط. ولست أرجو منه في الوقت الحاضر أي خير، ولست أدري هل يحب العودة إلى الوطن أم يفضل البقاء في ارض اهتدائه إلى الدين الصحيح وبلاد زوجته.
أكتب إليّ بسرعة. سلامي القومي لك ولمن حولك ولتحيى سورية.

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.