20/2/1946
إلى الرفيق نعمان ضو
كوساته - سان خوان
رفيقي العزيز،
تسلمت كتابك الأخير المؤرخ في 14 الحاضر ومعه هدية الخوخ اللطيفة التي بتنا شاكرين لك ما هيأته لنا من بهجة ولذة.
أمر السيد معلّى معلّى لم يزل على ما كان عليه ووصفته لك في كتابي السابق. الرجل سار من الأول على خطة غير صريحة باستعماله إسم عمه الذي لا يملك شيئأ على زعمه، للاتجار من غير أن يصارحك في الأمر، ومواقفه الأخيرة المتعددة لا تدل على أنه يحاول تسوية الأمر بينه وبينك على غير طريقة تحميلك أنت العجز،
بينما يتمكن هو من التسديد رويداً وبكميات قليلة من الأرباح التي ينالها من بضاعة جديدة يتسلمها منك لا من غيرها مما يتسلمه من غيرك، فهو يوزع التجارة ويصنّفها على كيفه ولا يخلط شيئاً من مسؤوليات بضاعة أحد العملاء مع مسؤوليات بضاعة عميل آخر!
وعدني بالمجيء إليّ مرتين وفي المرتين أخلف، ولقيته صدفة في مصرف فحادثته. كلامه هو على هذه الكيفية: حتى الآن لمّا أوفِ كل ما اقترضته لأدفع لنعمان ثلاثة آلاف وهو لم يرسل إليّ بضاعة ومن أين أدفع؟ لم يقل شيئاً في ما عرضته عليه أن يتسلم بضاعة لقاء سند يمضيه بقيمتها.
رأيي في أمره أنه إذا لم يحصل ضغط يضطره للدفع، أو حيلة توقعه في حالة الدفع، فمن الصعب الحصول على شيء منه. وقد فعلت حسناً المرّة الماضية باستقدام السيد شكري ليضغط عليه وتحصيل ما أمكنك تحصيله. ففكر في عمل من هذا النوع أو في حيلة. أما كلام للزعيم فلا قيمة له في باطنه، لأنه ليس من القائمين بالواجب ولا من الذين يحترمون العقيدة والنظام والقانون إلى حد لا يخرجون عن إشارة الزعامة أو حكمها.
إذا وجد شيء يمكن أن أقوم به فلم أكن قط متأخراً، ولكن الوعظ وحده لا يفيد في هذه القضية.
أرجو أن تكون والعائلة بخير. ولتحيى سورية.