14/5/1946
إلى الرفيق يعقوب ناصيف
خوخوي
أيها الرفيق العزيز،
الآن في صباح هذا اليوم، تسلمت من بوينس آيرس لفافة جرائد، وضمنها لائحة التبرعات التي قامت بها المنفذية في اجتماع عام لم يحضره كل الأعضاء. فرأيت أن أرسل إليك اللائحة المذكورة مع صفحة من جريدة الاتحاد اللبناني وعدد من جريدة الشمس الصادرتين في بيروت وقصاصة من جريدة الاتحاد اللبناني المذكورة وفيها أخبار أولية تدل على أهمية الحزب ونمو قوته في جميع مناطق سورية الطبيعية، وكان في نيتي أن أرسل أيضاً النسخة الوحيدة التي وردتني من عدد من مجلة العالم العربي فيه و صف لما قام به السوريون القوميون الاجتماعيون في أيام الحملة على الفرنسيين للتحرر من سيادتهم وشهادة الحكام لعدد منهم بالبلاء والبسالة، ولكنه قد فقد مني ولست أعلم أين. هل في البيت أم في المحل أو في مكان آخر وقد يوجد فيما بعد.
أبدي لك ملاحظة على إذاعة الحزب عدم علاقته بمشروع "سورية الكبرى" فيجب أن لا يلتبس ذلك بغاية توحيد سورية عن طريق نهضتنا ومبادئنا، فإن مشروع "سورية الكبرى" الذي نادى به أكثر من مرة أمير شرق الأردن عبدالله بن الحسين الهاشمي هو مشروع يقصد، من جهة الأمير عبدالله، إيجاد عرش خلافي له ولذريته، ومن جهة أخرى فيه عوامل أجنبية خفية فلذلك يعلن الحزب عدم علاقته به. ولكن امتداد الحركة السورية القومية الاجتاعية في جميع مناطق سورية وبقاء غايته كما هي يدل على أنّ الحزب يتقدم نحو غايته بنشاط، وأنه هو الذي سيقدّم المشروع ويقوم بتنفيذه متى حان الوقت لذلك. وفي الوقت الحاضر لا يتظاهر الحزب إلا بما تقضي به الظروف. أطلب من المدير إذا كان حاضراً عقد اجتماع عام للمديرية في خوخوي للاطلاع على هذه الأخبار في الحال وإعادة جميع الأوراق التي أرسلها إليّ في غاية السرعة. إنّ التبرعات يجب أن تكون في عرفنا "حملة" هادئة مستمرة لإرسال العشرة آلاف فاس الأولى إلى خزنة الحزب العامة في الوطن. ولتحيى سورية.
ملاحظة: حتى الآن لمّا تصل التبرعات إلى فرع فرقمينة وفرع كودربة ولا إلى المحبذين في بوينس ايرس وكوردية حيث يوجد عدد منهم يمكن أن يجند.