4/9/1946
إلى الرفيق وليم بحليس
سان باولو- البرازيل
أيها الرفيق العزيز،
تسلّمت كتابك الأخير المؤرخ في 28 أغسطس/آب الماضي في آنٍ واحد مع كتاب من الرفيق غسان تويني، المفوض بأعمال منفذية أميركانية، مؤرخ في التاريخ عينه! وبعد إرسالي كتابي السابق إليك المؤرخ في 1 سبتمبر/أيلول الحاضر بواسطة الصديق جبرائيل يافث وعلى صندوق البريد الذي يخصه الذي أرجو أن يكون قد وصل إليك نظراً لأهميته المتعلقة بزيارة قنصل لبنان في سان باولو، السيد محمد فتح الله، من قبلي للاستخبار عن إمكان حصولي على جواز سفر لبناني من سان باولو وهل، في حال الايجاب، يمكن إصدار الجواز من الأرجنتين وإرساله إليّ، أم يجب أن أسافر إلى هناك أولاً حيث يسلم الجواز إليّ لأسافر حيث أشاء ولأعود إلى الوطن متى شئت. والسيد فتح الله أحد معارفي من الوطن وفي منزلة صديق.
حال دون إجابتي السريعة على كتابك اهتمامهم ببعض شؤون مستعجلة هنا وبإجابة الرفيق تويني على كتابه الذي هو حلقة أخرى في سلسلة مراسلات طويلة.
أكتب الآن باختصار في صدد ما تسألني من تعليمات في صدد قرب وصول قرينة رئيس الجمهورية اللبنانية وفاقاً لتعليمات مكتب عبر الحدود إلى منفذيات البرازيل:
إعملوا بموجب التعليمات الواردة من المركز.
أما النص الذي يستحسن استعماله أو صيغة البرقيات والتظاهرات المتنوعة فيمكن أن تكون إما بإسم "الحزب القومي - منفذية... (أو مديرية)" حين يكون الكتاب باللغة العربية وإما باسم Commisao pro açâo Kaumista em Libano وبأكثر إيضاحاً: ترسل المنفذيات والمديريات برقيات باسم Kaumistos "القوميون يرحبون بمزيد السرور بعقيلة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ويتمنون لها كل ارتياح ونجاح في رحلتها" أو ما هو بهذا المعنى، وتقديم باقة الزهر يكون باسم "منفذيات الحزب القومي ومديرياته المستقلة في البرازيل".
ثم تشكّلون وفداً من قبل المنفذية يذهب للسلام على قرينة الرئيس باسم "منفذية الحزب القومي" أي باختصار إسم الحرب الكامل، وعند الكلام يظهر لها أنّ فروع المهجر مبتهجة باستقلال لبنان والشام وأنها تعمل لتعزيز هذا الاستقلال بكل قواها. وإذا كانت العقيدة الأساسية لم تغيّر فليس فيها ما يمنع استقلال لبنان واعتبار القوميين أمر هذا الواقع السياسي وشدّهم أزر الدولة اللبنانية وتأييد السيادة القومية. كل ذلك يجب أن يكون ضمن كلام عمومي إذا كان الموقف ملائماً والموضوع مطروقاً، وفيما سوى ذلك يتجنب كثرة الشرح والإسهاب، ولكن يجب أن تفهم قرينة رئيس الجمهورية أنّ الوفد او الوفود هي من قبل فروع "الحزب القومي"، فإذا سألت هل يوجد بينكم أو معكم شاميون (أو "سوريون" بتعبير المتلبننين فقولوا إن العمل في المهاجر له بعض خصائص وضعية وظروف خاصة، ونظراً لتاريخ الحزب وعقيدته وحداثة عهد الاتصال بالمركز ظل الحزب القومي يجمع الشاميين أيضاً، ولا مانع من ذلك ما دام أمر إستقلال لبنان مقرراً ومؤيداً وإنكم لا تحيدون عن أوامر المركز وتوجهاته. الخ.
ويحسن أن يكون مع الوفد سيدة أو أكثر، ولعل الرفيقة مريانا أرملة (إلياس) فاخوري تقدر على التمثيل فى اللجنة والتحدث بصفتها قومية لبنانية (أي من لبنان) إذا تمكنت من إنهاء العمل بسرعة ولم يحصل مانع من سفري إلى البرازيل فقد أتمكن من أن أكون بينكم بعد نحو شهرين - هذا الخبر يجب أن يظل مكتوماً ولا يعلن إلا حين الإشارة بذلك.
بلّغوا الرفيقة مريانا دعبول أرملة فاخوري تعزيتي ومشاركتي لها في الأسف لفقد الرفيق الكريم زوجها.
ماذا يفعل الرفيق فؤاد لطف الله هل أقنعه وشفى غليله العمل لمحطة الراديو الإذاعية التي نُقصد إنشاؤها فى بيروت؟
إني كنت أعدّ قومية الرفيق غالب صفدي من أحسن الموجود في سان باولو فهل طرأ على هذا الرفيق تحوّل أو فتور أو غير ذلك.
هل الرفيق جورج بندقي مستعد للعودة إلى للوطن ومتى؟
أرجو أن تكون والعائلة بخير.
إقبل سلامي القومي وبلّغه إلى جميع الرفقاء الثابتين في إيمانهم العاملين لقضيتهم المقدسة. ولتحيى سورية.