إلى مدير مديرية التوكومان

 صدر عن مكتب الزعيم 7/12/1946


حضرة المدير المحترم
سلام قومي اجتماعي، ثم إنكم تجدون في ما يلي نص مرسوم الزعيم الصادر في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي القاضي بتعيينكم مديراً لمديرية التوكومان وإلغاء التدابير السابقة، الذي تبلغتموه شفويًّا في اجتماع مديرية التوكومان العام في أول ديسمبر/كانون الأول الحاضر، فتفضلوا وتبلّغوه رسميًّا، كتابة الآن واعملوا بمقتضياته، وهو كما يلي:
إنّ زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي
بناءً على المواد الأولى والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة من الدستور، وبناءً
على إشرافه المباشر على التنظيم السوري القومي الاجتماعي في الأرجنتين وعلى إعادة
تنظيم مديرية التوكومان خصوصاً
يرسم ما يلي:
مادة أولى - يعين الرفيق ضرغام حداد مديراً لمديرية التوكومان
مادة ثانية – ينفّذ هذا المرسوم فور تبليغه.
مادة ثالثة - يلغي هذا المرسوم جميع التدابير الإدارية السابقة.
مادة رابعة - يبلّغ هذا المرسوم لمن يلزم ويسجل ويذاع.
وبعده ألفت نظركم، يا حضرة المدير إلى أنّ المديرية التي تتسلمون بموجب المرسوم المتقدم نصه، زمام أمورها هي مديرية قديمة تنشأ نشأة جديدة. وكونها ناشئة الآن نشأة جديدة يسهّل لكم كثيراً مهمتكم الإدارية ويجعلكم في مركز ممتاز لتعهّد سيرها سيراً جديداً قويًّا على النهج السوري القومي الاجتماعي الصحيح بكل ما يعني ذلك من صحة العقيدة وقوة الإيمان وجدّ العمل واستقامة النظام. وكونها مديرية قديمة يضع
أمامكم حالة دقيقة في بيئتكم يجب معالجتها بمزيد التحفظ والحزم.
إن نشأة مديرية التوكومان الجديدة هي النشأة الثالثة. فقد نشأت أول مرة نحو أواخر سنة 1939 ثم تضعضعت وانهارت نهائيًّا بما كان فيها من ضعف المعنويات وانحطاط المناقب، ولم يبقَ منها سوى أفراد قلائل لا يبلغون عدد أصابع اليد الواحدة وتم ذلك نحو أواسط 1942. ثم عادت فنشأت نشأة ثانية بانضمام مواطنين جدد، منهم الصالح ومنهم الطالح، في سنة 1943. ونمت المديرية في نشأتها الثانية نموًّا سريعاً بلا ضابط ولا تدقيق في صحة عقدية المنضمين ومن غير غرس لمبادئ الروحية القومية الاجتماعية في نفوسهم، فلم تلبث أن تضعضعت أمورها لأسباب تافهة ولم يمضِ على نشوئها نصف سنة، وكان تضعضعها دليلاً على أنّ معنوياتها وأخلاق أفرادها كانت أضعف من النشأة الأولى.
مما لا شك فيه أنه يوجد عدد من الأفراد مسؤول عن ضعضعة الصفوف المؤلفة في الغالب، من أفراد بسطاء، قليلي العمل أو أمّيين، غير واعين الوعي القومي الاجتماعي الصحيح وغير معلمين ومهذبين في النظام الحزبي. فيكون هنالك أفراد سيقوا إلى التضعضع سوقاً بتأثير آخرين فليس جرمهم في مرتبة جرم الذين عملوا على التأثير في نفوسهم وحملهم على الحنث بإيمانهم. فأي من شاء من هؤلاء الرجوع إلى قَسَمه والعمل به يجب أن يمرّ في طور استقصاء لسيرته وما أظهر من الأقوال والأفعال في صدد العمل القومي الاجتماعي ونظامه، ليرى ما ارتكب من أغلاط وهفوات وليعلم أن النظام القومي الاجتماعي ليس شيئاً عديم الوجود أو خالياً من المعنى. وأرى أفضل تدبير أولي أن تبقى أسماء القدماء المضعضعين والخارجين على النظام في قائمة وحدها. ويوجد من هؤلاء من ليس أهلاً للعودة إلى الصفوف. وقد كنت كلفت الرفيق محمد نبيه قريدس نقل أسماء الذين دخلوا صفوف الحزب قديماً وحديثاً، وأن يجعل القدماء في آخر الدفتر وقد فعل. وكان بودّي وضع الملاحظات اللازمة عند إسم كل واحد منهم ولكن لم ينفسح وقتي لذلك. ولكن يمكنكم معرفة الشيء الكثير عنهم من الرفيق القديم العامل نديم عاقل والرفيق أحمد فوزي قلبقجي.
في كل حال، يجب أن تراقبوا تصرفات الأعضاء، وأن تقيموا هيبة النظام، وأن لا تظهروا تساهلاً في غير محله يجعل عديمي الاحترام للقيم والمسؤوليات يجنحون إلى العبث بالنظام كلما عنّ لهم.
والآن أخبركم أنه يعد يضعة أيام يصل إلى التوكومان السيد محمد أمين الرسلان النائب في المجلس الشامي. وقد أعطى تصريحات لـِ الجريدة السورية اللبنانية نشرت في عددها الصادر في 3 ديسمبر/كانون الأول الحاضر وفيها تكلم عن حالة سورية الحاضرة كلاماً منطبقاً على التوجيه السوري القومي الاجتماعي وشدد فيه على الصفة السورية. وقد زاره وفد من الرفقاء باسم "الجمعية السورية الثقافية" صرّح لهم أمام الحاضرين من غير القوميين أنّ الفضل في نهضة سورية الحديثة وروحيتها الجديدة هو للحزب السوري الاجتماعي، وأحد الرفقاء من الوطن الموجود الان في بوينس ايرس وهو من عشيرة الرسلان، يقول إنّ محمد أمين عضو في الحزب وإنه ألقى خطاباً في حضره الزعيم عندما زار صافيتا في أواخر سنة 1936. لست أذكر ذلك، لأني لا اذكر جميع حوادث الرحلة المذكورة. والرفقاء يقولون إنهم وجدوا فيه تحفظاً قد يكون سببه الجماعة المحيطة به وكان يريد رد الزيارة للقوميين الاجتماعيين لولا ضيق الوقت، ولكنه أكد لهم أنه سيزورهم حين عودته من التوكومان.
أكتب إليكم هذه المعلومات لتعرفوا بعض الشيء عن الشخص الذي سيكون في وسطكم وموضع اهتمام أبناء عشيرته العلويين وعشائرهم الأخرى، في الدرجة الأولى، والذي يصح أن تهتموا به إذا استمزجتموه ووجدتهم فيه صدق القومية، وإذا أمكنكم أن تختلوا به وتحدثوه في أمر الحزب وموقفه منه كان ذلك حسناً.
من نحو يومين أو ثلاثة أرسلت إلى السيد إميليو، الصديق العامل في محكمة كنسبسيون كتاباً ممضيًّا مني يطلب نسخة من اعتراف في المحكمة للأثيم الذي سبّب قلاقل في التوكومان عن إثمه. فليهتم بهذا الأمر كما يجب وراجعوه فيه.
أرجو أن تكونوا والعائلة بخير وسلامي بواسطتكم للجميع. ولتحيى سورية.

المزيد في هذا القسم: « إلى نعمة ثابت إلى وليم بحليس »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.