14/7/1938
عزيزي نصوح،
وردني البريد هذا المساء وكنت بانتظاره. وقد رأيت وأنا في دائرة البريد إعلاناً بأن هذه الإدارة تقبل كتباً إلى سورية حتى الساعة 8.15 من الصباح لتسافر بالباخرة الإغريقية، وبواخر هذه الشركة تؤمّ سورية وهذه الجزيرة ذهاباً وإياباً، ولم أوفق لمعرفة مواعيدها، فرأيت أن أكتب هذه الرسالة المستعجلة الليلة لأضعها باكراً في البريد.
وضعت أمس في إدارة البريد كتابين بالبريد الجوي الواحد إلى المنفّذ العام في المكسيك والثاني إليك وهذا يجب أن يصل إليك بعد غد. فغداً موعد قيام الطيارة إلى فلسطين ومن هناك بالبر. وقد ذكرت لك في هذا الكتاب اكتشافي الخائن الكبير الذي كان السبب في توقيفي المرة الثالثة، أي بعد حوادث بكفيا وكان السبب في علم دوائر الأمن والمفوضية بقضية التدريب. يظهر أنك كنت تعباً جداً حتى أنك نسيت أن تضمّن الرسالة التقرير الوارد من حنكش فلم أجد هذا ضمنها. ولقد نسيت أنا وضع التفويض إليك ضمن رسالتي السابقة ولكني عدت فأرسلته على حدة.
خالد الموره لي: لا أوافق على الرأي الوارد بشأنه، وأثبت ما قلته في رسالة سابقة أن الأشخاص الغامضين يجب أن يظلوا بعيدين عن المركز والدوائر المركزية، فهذا الشخص كان قد أصبح موضع شك مؤخراً ومن يدري ما هي علاقاته الآن، وإذا كانت التقارير والمعلومات عنه أخيراً جيدة فيمكن استخدامه خارج المركز في بعض المناطق الضعيفة ولكني أكرر بوجوب الحذر والحيطة.
أرسلت إليك الأسبوع قبل الماضي كتاباً مضموناً على العنوان المعطى لي في شرق الأردن، وفيه جواب على تقريرك الأول وفي البريد الماضي جوابي على تقريرك الثاني وكتاب الأمين نعمة [ثابت]. فأود أن تذكر لي تسلّمك كل بريد لأطمئن.
رحلة الزعيم: أكتب إليك هذه الكلمات الأولى بشأنها وسأكتب غداً وبعد غد في هذا الصدد حين أجيب على رسالتك كلها. إن قصدي هو أن ترسل كتباً إلى المنفذين العامين والمسؤولين ورجالات الحزب في المهجر، يقال لهم فيها إن الزعيم قد عزم على القيام برحلة إلى المهاجر السورية لزيارة فروع الحزب فيها ولتفقّد شؤونها وشؤون الجوالي السورية عموماً.
وإن عليهم اتخاذ التدابير الحزبية والشخصية للتمهيد لرحلة الزعيم من غير أن يعطوا تصريحات علنية بهذا الصدد، حتى يكون قد تقرر موعد السفر من هنا وبرنامج الرحلة وتتبلّغوا الأمر بذلك. أما الآن فيحسن القيام بالمساعي التي يرونها حسنة مع بعض الشخصيات وفي بعض الأوساط، ويجب عليهم أن يبلّغونا نتيجة مساعيهم واستعداداتهم. وقد كتبت أنا بهذا المعنى لـــ [فؤاد] أبي عجرم و[عساف] أبي مراد وكتبت لأسد الأشقر وفي جميع هذه الكتب طلبت القيام بالمساعي التمهيدية من غير ضجة حتى يكون قد تقرّر كل شيء وقلت لهم إن رحلتي الأرجح قد تكون نحو أوائل سبتمبر / أيلول المقبل.
كتبت إليك سابقاً بشأن [حنين] دير عطاني واستعداده لدفع مئة إنكليزية للرحلة وطلبت منك مخابرة [مأمون] أياس في هذا الأمر ولم تجبني على هذه النقطة.
ليرسل إليّ مامون [أياس] عنوان الآنسة قندلفت وليبلّغني مساعيه.
إني أرسل إليك دفتر الروكسي.
عسى أن تجد في الجبل الراحة اللازمة وأن يساعدك رشدي [المعلوف] في نسخ بعض الأمور وكتابة بعض الرسائل.
عندما مررت بطبريا أخبرني فؤاد صايغ أن عائلتهم قد تصيّف في «المشرع» فأخبرني ماذا حدث من هذا القبيل. إني مرسل مع كتابي هذا كتاب تهنئة ليوسف [البحمدوني] فليصل إليه. سلامي لكم جميعاً ولتحيى سورية!