إلى نصوح الخطيب

16/7/1938

عزيزي نصوح،
لا أدري لماذا جعلت لنفسك قاعدة لا تحيد عنها في الكتابة إليّ وهي إهمال ذكرى تسلّمك رسائلي وعددها، كأن تقول مثلاً «الكتاب الذي ورد في البريد الأخير مسجلاً قد تسلمته وسلّمت إلى فلان ما يخصه، الخ». أو غير ذلك من العبارات حتى أعلم أين أنا وما هي قيمة المراسلة العملية وأقف على مجرى الأمور. فقد كتبت عدة رسائل وأعطيت توجيهات لم أتلقَّ جواباً عليها لأعلم هل عُمل بموجبها.
وسألتك أن تخبرني هل تسلّم رئيس الدائرة التنفيذية الكتاب الذي أرسلته إليه بواسطة سامي إلى شارع السادات، وذكرت لك في أحد كتبي اسم الشخص الذي عرض على منفّذ دمشق تقديم مئة ليرة إنكليزية لرحلتي لتجري المخابرة ولأعلم متى يكون هذا الشخص مستعداً لتقديم هذا المبلغ والاستعداد للسفر. هذه وغيرها من الأسئلة لم أحصل على أي جواب في صددها.
أعلم جيداً أنك الآن كثير الأشغال والجو الحار يبطئ الأعمال ويرخي الأعصاب، وأنك تجتاز مرحلة جهد كبعض ما كنت أجتازه. وقد تكون تفعل ذلك وأنت لمّا تنتعش من مرضك، كما كنت أفعل أنا حتى في إبّان مرضي، وهو ما جعلني أشعر الآن بالحاجة إلى استكمال الراحة.
ولكن هو الصراع أفنتخلى عنه؟ ولست أدري إذا كان وليم [سابا] قد ذهب إلى الصيفية مؤجلاً القيام بالمسائل المطلوبة إلى ما بعد الصيف. ثم أنت لا تذكر لي شيئاً عن «العدد المجهول» وعمله، وكان يجب على رئيس الدائرة التنفيذية أن يضع رسالة بهذا المعنى ويطلعني على ما تسلّم مني وما تم من توجيهاتي.
وإلا فما الفائدة من كتابتي وعملي. على الشخص الذي أرسلت بواسطة رئيس الدائرة التنفيذية أعيّنه رئيساً للمكتب الأعلى المختص أن يضع رسالة يخبرني فيها بالأمور الجارية. وإلا أصبحت أنا ضائعاً لا أدري ما أفعل.
تقرير رئيس المجلس الأعلى عدد 3: اطّلعت على هذا التقرير، والمعلومات الواردة فيه ثمينة، وقد سرّتني النتائج التي وصلنا إليها في جعل الوحدة القومية حقيقة راهنة في محافظة اللاذقية.
البقاع: استغربت كيف أن المنفّذ العام المعيّن لم يتسلم مركزه إلا منذ بضعة أيام. صحيح أن الظروف كانت صعبة ولكن الإسراع في تنظيم المناطق هو الدواء الوحيد.
مجلس الوكلاء: إن الخطة التي سلكها المجلس الأعلى لتقوية هذا المجلس حسنة ويجب على معروف [صعب] أن يشتغل كثيراً، وأن يهتم على الخصوص بالإذاعة الشعبية، وإيجاد عدد من الخطباء غير المسؤولين للخطابة في الاجتماعات الحزبية على مثال خطاب قيل في طرابلس مؤخراً وهو من إنشاء آنسة.
وأما مسألة رئاسة هذا المجلس فكنت قد كتبت أقول إني ألغيت تعيين الأمين [عبد الله] قبرصي لهذا المنصب فحالته وخصوصاً مع امرأته لا تسمح بإسناد مثل هذه الوظيفة إليه في هذه الظروف، ومن جهة أخرى فإني يئست من جعله يلقي عناية عظيمة إلى الأعمال الموكولة إليه، ولعل السبب عائد إلى تربيته السياسية القديمة. فهو قد أرسل إليّ كتابه في أخبار دار القضاء ولكن معلوماته جاءت ناقصة وتركتني في شكوك وانزعاج.
إنه ذكر لي أن المستنطق استمع إلى شهادة إميل لحود وشهادة الدكتور دبغي ولم يذكر لي ماذا كان نوع الشهادات خصوصاً لحود فهذا الرجل مديون لنا بجميل كبير معنوي ومادي. والأمين قبرصي لا يبدي في كتابه رأياً في الأعمال ولا فكرة سياسية تدل على أنه يدرس الموقف بتفكير عميق، فهو يكتفي بالقول إن أصحاب المسؤوليات يرفعون تقاريرهم إلى المجلس الأعلى. وإني مسرور لأن إسناد أعمال الإذاعة إلى شخص آخر سيبقي قسماً من الوقت للاهتمام بالشؤون الأخرى الكثيبرة.
المدرسة: إن الاكتشاف الذي وقف عليه منير حسن ويجب بذل كل مجهود لتحقيق هذا المشروع.
التدريب: يذكر التقرير شيئاً عن الشوير والقويطع ولا ذكر للشويفات، فلماذا؟ وإذا كان صلاح [الشيشكلي] قد عاد فيجب تمديد المشروع إلى العلويين بعد اجتماع يعقده أركان التدريب ويوحدون فيه الخطط. وإذا كانت البطاقة المرسلة إلى وليم حقيقية، فمتى أصبح الشخص حراً يكلّف هو أيضاً بتهيئة ناحية. أما الأوراق فأريد نسخة كاملة منها جميعها، لأني أريد تطبيق هذا النظام في المهجر أيضاً، وقد أتمكن من طبع التعاليم في كتاب.
ويمكن أن يعمل معك في النسخ حلمي [معلوف] وفوزي [معلوف]. والنسخ الباقية عندكم يجب ألا تفقد ويجب الاحتياط للطوارئ عند النسخ، والأفضل أن يجري ذلك في البرية أو عند بعض الأقارب. ويرسل رئيس الدائرة التنفيذية في المكتب المختص كلمة إلى صاحب البطاقة يبلغه فيها تقديري لتضحيته، وأني لا أتخلى عن العاملين المخلصين.
رحلة الزعيم: كتبت إليك أمس في صدد هذا المشروع، وأزيد الآن إن التعميم يجب أن يحتوي على ذكر عزم الزعيم على القيام برحلة في المهاجر السورية حالما تتم التهيئة، وإن الزعيم يقدّر أن التدابير التي سيتخذها المنفذون العامون والمسؤولون ستستغرق نحو شهر عدا عن وقت المراسلات، فيكون المنتظر أن تجيء الرحلة في أوائل الخريف.
وهذا الأمر يجب ألا يعلن في الجرائد الآن ولكن يمكن وضع الصيغة لهذا الإعلان بشكل بلاغ من عمدة الإذاعة، ويمكن أن يرسل منذ الآن إلى المنفذين العامين فيحتفظون به لحين صدور الإشارة بإذاعته، أو أن يبقى في دوائر الحزب ويرسل فيما بعد، لأن هذا البلاغ يجب أن يتضمن المراحل ونقاط البرنامج، وهذه الأمور يحسن أن أهتم بها بنفسي حالما تأتيني الكتب المنتظرة من الولايات والشاطئ الذهبي والمكسيك.
فيكون على مكتب عبر الحدود إرسال تعميم أوّلي إلى المسؤولين يعلمهم فيه أن الزعيم يفكر في زيارة المهاجر السورية في هذا الخريف، وأنه عليهم أن يهيئوا الجو لهذه الرحلة في الأوساط من غير ضجة. وليس من الضروري أن يذكر في تعميم عبر الحدود أني قد خرجت من البلاد، بل لتوضع الصيغة كما لو كنت أفكر في السفر من الوطن. ويتضمن هذا التعميم إشارة إلى المسؤولين بأن موعد الرحلة والبرنامج يصل إليهم فيما بعد، وبأن يكونوا رصينين متحفظين.
أما أمر مرافقتي فلست أشك في كثرة الذين يتمنونها، ولا أزال أفكر في اصطحابك أو اصطحاب الأمين [نعمة] ثابت معي، وسأحتاج إلى شخص آخر أيضاً، وإن فكرة اصطحاب معروف حسنة. وأما حنا خوري فهذا كان قد وردني منه كتاب قبيل مغادرتي بيروت وبقي الكتاب معي وعنوانه، وقد كتبت إليه منذ أكثر من أسبوعين على ما أعتقد، وسأرى ما يكون جوابه.
أحب أن تبحث مسألة مرافقتي في المجلس الأعلى لترجيح ما إذا كنت أنت أو الأمين ثابت سيرافقني مع معروف على الأرجح، إذا كان يقدر أن يقوم بنفقته. وكنت قد كتبت إليك بشأن الشخص الذي يقول منفّذ دمشق إنه مستعد لمرافقتي ووضع مئة ليرة إنكليزية في هذا السبيل فيجب الاهتمام بهذا الأمر وإعطائي الجواب سريعاً. وحين بحث المجلس الأعلى أمر مرافقتي يجب النظر في الحاجة إلى بقاء من يتمكن من العمل في الوطن أثناء الغياب.
أنيس فاخوري: إن ترشيح فاخوري لتسلّم الداخلية حسن، ولكن يجب النظر في قضية هامة، وهي أنه قد آن لأنيس أن يندم على الكتاب الذي وجّهه إليّ وأدى إلى تجريده من رتبة ومركز كان يكون جديراً بهما.
فليطلب منه إرسال كتاب إليّ أو إلى المجلس الأعلى يعلن فيه ندمه على كتابه المذكور، ويعترف بأنه كان مخطئاً ويطلب الصفح، فإذا فعل أمكن أن تعاد إليه رتبة الأمانة. وهو يجب أن يقدّر هذا الأمر ويعرف أهميته.
استخبارات شرق الأردن: كان يجب أن تبقى في المكتب المختص لتنظيمها ووضع الأوراق اللازمة لها فتكون مرجعاً. فإذا لم يكن عند المكتب المختص نسخة منها فاذكر لي ذلك لأنسخها وأعيدها إليه.
الجرائد: وردتني الرزمتان المرسلتان دفعة واحدة أمس. وأحب أن يتابع إرسال الصحف إليّ فإنها تفيد كثيراً في الاستعداد للحملة. وبهذه المناسبة أكرر طلب المجموعات الإخبارية التي كانت موزعة على بعض الأفراد لترتيبها.
وكنت قد وعدتني باستعادتها منهم. فهذه أريد الحصول عليها، كما أريد الحصول على التصريحات الأخيرة في صدد الوحدة العربية التي أعطيت في مصر.
وكان قد بقي في غرفتي مجموعة صغيرة من الخطب والمقالات فإذا كانت لم تُفقد فأحب أن ترسل إليّ، وإذا كانت فقدت فأحب أن ترسل إلي مجموعة من خطبي ومقالاتي ونشرات الحزب الإذاعية. وكذلك أريد مجموعة كاملة من النهضة. ويا ليت عندي أحداً هنا لترتيب هذه الأمور فإن دائرتي ستتسع هنا حتماً.
رحلتي أيضاً: ذكرت لي أن معروف [صعب] والدويك كانا يفكران في الحصول على رخصة مني للقيام بجولة في المهجر لتنظيمه. وأنا أذكر ان يوسف البحمدوني كان عرض مثل هذه الفكرة. ثم عرض علي مثل هذا الأمر عزيز حديد، وهذا الأخير كان مستعداً للقيام بنفقة سفر شخص آخر، ولكنه لمّا علم بأني أميل إلى إرسال الأمين ثابت على رأس هذه البعثة أو القيام بها بنفسي وجّه أفكاره إلى شيء آخر وتهرّب من العمل في هذه الناحية! ونحن لنا اختبار في الأمين معروف ونثق به بناء على اختبارنا إياه، أما الدويك فلا نعلم شيئاً من أمره ومراميه. فهو قد دخل الحزب سراً في الصيف الماضي وسافر إلى العراق. وعند سفر الأمين صعب في الفرصة حمّلته تكليفاً سياسياً إلى السيد الدويك الذي طلبت منه القيامب مهمة معينة وأن يراسلني في صددها، ولكنه لم يرسل كلمة واحدة تشير إلى شيء من العمل وحتى الآن لم يردني شيء منه. فنحن نثق به الثقة التامة المبدأية ولكن يجب عليه أن يحوّل هذه الثقة المبدأية إلى ثقة ثنوية عملية إذا كان يريد فعلاً القيام بخدمة كبيرة لقضيته.
وهو يمكنه ذلك بالاضطلاع ببعض الأعباء في الوطن التي تظهر لنا مقدار شجاعته ورباطة جأشه ومقدرته وإخلاصه وغير ذلك من الأمور التي يجب أن يبرهن عليها من كان يطمح بلعب دور خطير.
أما الشهرة في المهجر فهي من أسهل الأمور فتفويض من الزعيم كاف لأن يصير فرداً كجورج حداد رجلاً خطيراً في عالم السياسة حتى ينعت بالرجل «النافذ الكلمة» في الحزب. ومثل هذه التجارب يجب ألا يتكرر. ومما لا شك فيه أن بعثة إلى المهاجر هي سفارة خطيرة وخطرة جداً.
لا أريد هنا إثارة شك في أحد، ولكني أقول إن المؤهلين للأعمال يجب أن يتطوعوا للقيام بها أينما وجدت، لا أن يبدو رغبات في القيام بمهمات معيّنة فالطريق إلى فوق تبتدئ من تحت.
والزعيم نفسه كان أول من تمشى على هذه القاعدة التي وضعها. والحزب كله يقوم على هذه الفلسفة، فلسفة الابتداء من الأساس. وها هي مسألة منفذية الشوف والعرقوب تكون قضية يجب حلها والدويك من العرقوب.
فهل يقبل بتولي المنفذية هناك أو في المتن. أو هل هو مستعد ليظهر لنا فهمه قضية الحزب وكيفية معالجتها بالقيام بأعمال إذاعية كتابية أو خطابية، سياسية أو قومية؟ إن مجال العمل واسع جداً للذين يريدون أن يعملوا فليتقدموا. وأريد أن تكلف وكالة الإذاعة بمخابرة الدويك ومعرفة ما يستطيع أن يفعل. والأشخاص يمكن أن ينموا مع نمو الحركة لا فوقها.
إني أميل الآن إلى ترجيح اصطحاب الأمين ثابت للأسباب التي ذكرتها لي، ولأن الجامعة يجب أن تصبح مركز قوة فكرية عظيمة للحزب ولذلك يحسن أن تظل فيها عناصر فكرية ـ روحية قوية.
فيكون على الأمين ثابت أن يستعد منذ الآن ويتخذ جميع الاحتياطات للظروف المفاجئة، كما فعلت أنا. وقد وافقت مبدئياً على فكرة اصطحاب معروف أيضاً فليستعد هو أيضاً وينتظر إشعاراً آخر. وهنا أكرر وجوب الاتصال السريع بمنفذية دمشق في صدد الشخص المشار إليه.
ويترجّح عندي الميل أن أجعل هدفي الأول الولايات المتحدة فالمكسيك نظراً للظروف، ولأن الحملة يجب أن تبدأ حيث الحشد أكبر. ولذلك أريد من لجنة المدرسة القومية أن تسرّع أعمالها وتنجز بعض الأمور الرئيسية وتضع كلمة حول برنامجها وإذا استؤجرت البناية أو البنايات فلتأخذ صوراً منها وبعد كل ذلك لكي يكون زوادة عملية في هذه الرحلة.
ويمكنكم أن تفكروا في وضع إذاعة إلى الأعضاء في الوطن عن رحلة الزعيم ومرماها وفوائدها كما يذكر التقرير.
شفيق: إن الملاحظات التي أبديتها فوق بشأن الدويك يجب أن توجه إلى شفيق أيضاً. وقد قلت لك في رسالة سابقة إني أتوسم في هذا الشخص خيراً، وأود أن تقرّبه إليك وتطلعه على بعض الدقائق السياسية العامة وخطورة مركز الأمة والوطن، وتبحث معه في مختلف النواحي التي يحتاج فيها الحزب إلى رجال عمليين. وإذا أمكنك أن تدعوه ليقضي بعض أيام الصيف معك فعلت حسناً.
مديرية برلين: سأكتب إلى المدير وأجيبه عن رسالته الموجهة إليّ. أما اسبيردون [ديب) فيمكن الركون إليه واستخدامه في بعض المسائل، فهو جدّي ومهتمّ ومخلص ودقيق في النظام، وقد يكون اكتسب في الخارج اختباراً يزيد في مؤهلاته للعمل، ويمكن أن يظل من أفراد الفرقة السرية.
جبران [جريج]: ما زالت مسألة الجريدة نائمة فيمكنه أن يقبل وظيفة منفّذ، إما للمتن وإما للشوف، لأن سياسة الحزب في تنظيم المناطق يجب أن تنفّذ بحذافيرها، إذ لا يمكن الاعتماد على قوة الحزب إلا إذا كانت المناطق منظمة وأعمالها متمركزة.
المجلس الأعلى: يجب البحث في جلسة رسمية في أمر الاحتياط للطوارئ، وإنكار وجود المجلس في حالة شهادة أو استنطاق أو غيره، وتبليغ مجلس الوكلاء وجميع المسؤولين والمطلعين أنه في حالة البحث عن المجلس الأعلى يجب عليهم إنكار وجوده وإبداء جهلهم أي شيء من أمره.
وثائق ومستندات: أحب الحصول على نسخة من مقررات مؤتمر قرنايل، وبطاقة عصبة العمل القومي التي فيها «مبادئها» المنسوبة إلى هذا المؤتمر، وميثاق الكتلة الذي أعلن في أربعين هنانو، وقانون «مكتب فخري البارودي للدعاية والنشر»، وقانون «المكتب العربي القومي للدعاية والنشر».
ويجب الاحتياط لإرسال ما قد أطلبه من الوثائق مع الشخص الذي سياتي لمرافقتي.
نجيب: يحسن تقريب نجيب أكثر وإطلاعه على حراجة مركز الأمة والوطن، وتكليفه القيام ببعض المهمات. فجميع المخلصين القادرين يجب أن يقوموا بواجبهم وبما يمكنهم في هذه الظروف لإنقاذ الموقف.
كتاب الأمين قبرصي: في كتاب الأمين قبرصي الأخير رواية خصوصية عما سمع عن لسان المستنطق في صدد عزم الحكومة على «إبادة الحزب». والأمين قبرصي يقلل كثيراً من أهمية هذا الكلام، فهو لا يريد أن يعتقد بخطورة الحالة وإن كانت تنقصه جميع الأسباب لاتخاذ هذا الموقف.
معنوية الحزب: لذلك يجب الاهتمام كل الاهتمام بمعنويات الحزب وتنفيذ الخطة التي كان المجلس الأعلى قد قرر اتخاذها في الجلسة الأولى. والاستعداد للطوارئ. وفي هذا الصدد أذكر خطة مثلثة الأضلاع كنت قد ذكرتها للأمين [جورج] عبد المسيح قبيل سفري، فهذه يجب الاهتمام بها بجد من قبله وقِبل رئيس الدائرة التنفيذية في المكتب المختص والشخص الآخر الذي حدثته عنه.
نشوء الأمم: أرجو أن يكون فخري [معلوف] قد أرسل إلى المهجر نسخاً كافية، خصوصاً إلى الولايات المتحدة والمكسيك والبرازيل، فضلاً عن النسخ المطلوبة للشاطئ الذهبي. فإن سبق الكتاب رحلتي يكون تمهيداً جميلاً لها. وقد أرسلت إليه في البريد السابق تفويضاً يخوّله التصرف بالكتاب وقبض المال العائد من جميع المصادر.
مرافقتي: إذا جزمت نهائياً بأن يرافقني الأمين صعب أيضاً، وجب عليه أن ينال نصيبه من التدريب القومي، وأن يأخذ دروساً خصوصية من قيادة التدريب في كيفية التصرف في حضرة الزعيم وحين مرافقته. وهكذا الآخرون.
جواب طرابلس: مرسل مع هذه الرسالة جوابي على الرسالة الواردة إليّ بواسطتك من طرابلس، فليرسل بالطريقة التي جاء فيها بعد الاطلاع عليه، إذ فيه ملاحظات إذاعية يجب نسخها والاستفادة منها في الإذاعة، خصوصاً ملاحظتي على مهمة الخطابة الشعبية والإذاعة الداخلية.
ويجب ختم المغلف بعد قراءة الكتاب والاستفادة مما ذكرت. مرسل أيضاً كتاباً إلى الأمين [مأمون] أياس.
سلامي للجميع، ولتحيى سورية!


أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.