إلى رئيس المجلس الأعلى

22/8/1938

خاص برئيس المجلس الأعلى
حضرة رئيس المجلس الأعلى الموقر،
إنّ هذا الكتاب خصوصي إليكم يتعلق بأسرار هامّة.
1 ـ كيفية الاتصال بي بالمراسلة: قد توفقت في رومة لتأمين المراسلة بيني وبين المركز بالطريقة التي كان يفكر الأمين [نعمة] ثابت بإيجادها في بيروت. ويحسن لهذا الغرض أن يتصل الأمين ثابت بيوسف [البحمدوني] أو بصديقه لجعل البريد يسلّم في بيروت إلى الرفيق الأمين بشير فاخوري، فيذهب هو إلى تسلّمه أو يأتي به إليه إلى المخزن أحد المكلفين الجانب الأوْلى في بيروت.
ثم يوصل هذا البريد رأساً إليكم أو إلى الأمين ثابت أو من تعينونه لهذا الغرض، وهذا يقتضي فتح شعبة بريد دبلوماسي. وحين تهيئون الرسالة إليّ ترسل بالطريقة المتفق عليها هناك إلى المحل المعيّن في موعد لا يتقدم موعد ختم البريد في بيروت بكثير ويجب أن يتم ذلك بدقة.
2 ـ فيما يختص بالمكتب المختص: أرسلت عدة تعيينات وترتيبات وكتب إلى وليم [سابا] وإليكم ولم أحظ بإشارة واحدة إلى وصولها أو وصول بعضها وما تم بشأنها.
فقد عينت الرفيق الذي حفظت أوراق هذا المكتب عنده أخيراً وباشر درسها والاهتمام بتصنيفها والعمل في هذه الدائرة باهتمام، رئيساً لهذا المكتب.
وهذا التعيين كان لعدة اعتبارات أهمها اهتمامه الجدي بهذه الناحية وولعه القديم العهد بها وأهمها من الوجهة الاحتياطية إخلاصه وأمانته. وعينت الشخص الآخر الذي كلّفته معاونته عضواً في ما سميته «العدد المجهول» أو «الكمية المجهولة» لهذا الكتاب وهذه التسمية هي من اجتهادات من عينته رئيساً.
وعينتكم مستشاراً وعضواً في هذا العدد المجهول وعينت عضواً فيه الرفيق وديع إلياس ووليم سابا. وكنت قد فكرت في تعيين وليم رئيساً ولكني أحتاجه لعمل آخر هو إدارة السلك، ولأنه قد يترك الوطن قريباً لمهمته الدراسية.
وقد عينته رئيساً للدائرة التنفيذية في هذا المكتب ليعين المخبرين ورجال الاستخبارات السياسية من غير أن يعرفوا «العدد المجهول».
ولأنه هو على صلة بهم ويتابع بعض الأعمال من زمان وتعاونه في هذه الدائرة يساعد الهيئة الجديدة على الوقوف على المشاكل الواقعة تحت الدرس والأشخاص العاملين، وعينت معاوناً له الرفيق فريد صباغ لاختباري مواهبه من هذه الجهة ولثقتي التامة به. قد يكون رجال العدد قد تفرقوا في المصايف ولكن تفرقهم يجب ألا يلغي وظائفهم أو يشلّ عملهم.
فهم يمكنهم أن يجتمعوا مرة أو أكثر في الشهر بشكل زيارة عند أحدهم فيقيمون معاً يومين أو ثلاثة يدرسون خلالها الأمور ويضعون برنامج العمل، ويوزعون بعض المهمات، ويضربون موعداً آخر ثم ينصرفون.
أما تخلّيهم عن وظائفهم في هذا الزمن العصيب والجاسوسية تلعب دورها الكبير ومشاكل الحزب السياسية تقتضي اطلاعاً واسعاً فيجعلني ضعيف الاعتقاد بأهليتهم للعمل القومي وبشعورهم بالمسؤولية تجاه الزعيم والقضية.
وفيما أرسلت من تعليمات إشارة إلى وجوب إحاطة محمد الباشا بشبكة يمكن أن تبتدئ بالرفيق فريد عطية الذي انتقل من حيفا إلى عبيه للصيف، فهو كان مكلفاً ببعض الأمور وكان على صلة بالباشا حين كان هذا أحد أعضاء المكتب المختص. والواجب يقضي بتنبيه عطية إلى ما اكتشف من خيانة الباشا.
وطلبت من وليم في كتاب أرسلته إليه ضمن الرسالة، التي أرسلتها مسجلة من بلترس باسم الآنسة أميرة في المشرع، أن يعطيني معلومات عن التدابير التي اتخذها لضبط تصرفات الأعضاء الذين لاحظ أن لهم صلات مشبوهة بالباشا وهذه القضية هامة ويجب إعطاؤها العناية اللازمة.
أحب أن أعرف شيئاً يقيناً عن أحوال المكتب وأعماله.
ولتحيى سورية.

بعد أن توضع رسائلي في غلاف باسمي يوضع ضمن غلاف باسم السنيور دتشكو وهو يقوم بتسليم الرسائل إليّ.
يمكن أخذ شيء من المال لنفقة المكتب المختص.

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.