18/6/1939
عزيزي جورج،
يكتب إليّ الآن مشتركو سورية الجديدة من أفريقية والولايات المتحدة والمكسيك متسائلين عن سبب انقطاع الأخبار في جريدتهم. وقد وردني كتاب من المحرر يطلعني فيه على عزمه على انتهاج خطة غريبة هي الامتناع عن نشر أخبار الوطن، لأن جريدة أخرى في سان باولو تصدر يومية تنشر أخباراً من الوطن تسبق بها سورية الجديدة، وقد رأيت هذه الخطة غريبة جداً وتوازي قتل مركز الجريدة، وقتل الجهود المبذولة لجعلها صحيفة هامّة.
والصحيفة الهامّة لا يمكن أن تتجرّد عن الأخبار لمجرّد أن جريدة أخرى محدودة الانتشار تسبق إلى نشر بعض الأخبار. فألفت نظرك إلى هذه الناحية الخطرة التي تعني مساعدة الجرائد الأخرى على احتلال المركز الذي شغلته سورية الجديدة بالتنازل لتلك الصحف عن حقل الأخبار.
إني قد استغربت هذه الخطة كل الاستغراب، خصوصاً بعد أن علمت أن المحرر قد لجأ إليها من عند نفسه متخذاً لنفسه حق التصرف المطلق بالخطة التي يجب أن تسلكها الجريدة، مخالفاً التعليات التي صدرت إليه من أصحابها.
وبما أني أغار كثيراً على مصلحة أصحاب هذا المشروع النافع، ألفت نظرك إلى وجوب إعطاء أخبار الوطن أوسع مجال على الإطلاق، لأن المشتركين في جميع أنحاء العالم يحتاجون إلى تتبع أخبار وطنهم في جريدتهم لا في غيرها.
وإذا نفذ المحرر خطته فسأضطر إلى الإجابة على السؤالات بأن يتوجه المشتركون إلى الجريدة الأخرى التي تنازلت لها سورية الجديدة عن حق نشر أخبار الوطن!
إن رواية مراسل سورية الجديدة للأخبار عينها تختلف عن رواية المراسلين الآخرين. وهذه أهم نقطة في الأخبار. إن أهميتها الكبرى هي في كيفية روايتها لا في الأخبار بذاتها. فأطلب المحافظة على سياسة الجريدة وخطتها بكل دقة.
قد منعتني أشغالي الكثيرة من مراسلة جميع أصدقائي، وعدم استقرار الجريدة على خطتها يسبب لي انزعاجاً كبيراً. ويجب التغلب على هذه الحالة قبل كل شيء، وسأعود إلى الكتابة مكرراً ومطولاً حالما ترتاح نفسي.
سلامي لكم جميعاً.
ولتحيى سورية.