23/1/1940
رفيقي العزيز وديع عبد المسيح،
أتأسف لأن أشغالي المتراكمة لم تسمح لي، بالنسبة إلى حالتي الصحية، بإعطاء المسائل المتعلقة بك الوقت والعناية اللازمين، خصوصاً وأن مشاكل الجريدة وغيرها في البرازيل فضلاً عن المشاكل الناشئة هنا في العهد التأسيسي والتنظيمي، وضعت عليّ مجهودات ما كان يجب أن يكون لها اتصال بي رأساً.
إن المال الذي أرسلته ومصدره تبرع الصديق إلياس قد وصل في حينه، وكنت أعتقد أنه وصل إليك كتاب من الأمين خالد أديب يعلمك فيه بوصول المبلغ.
إني أقدّر نبل قصد الصديق عاصي فبلّغه تقديري وشعوري بموقفه.
كنت قد عرضت عليّ فكرة إيجاد مشتركين من المحبذين، وأظن أني كتبت إليك سابقاً أوافق على هذه الفكرة، بشرط أن يصير تنظيم ذلك بواسطة اللجنة المركزية، وأن لا يحشر في عداد المحبذين من يجب أن يكونوا من العاملين المندمجين، فيمكنكم أن تنظّموا قائمة بالأسماء التي يصير ترشيحها للاشتراك، ثم يصير الدرس والتعليق على كل إسم، وما هي النتيجة التي ينتظر الوصول إليها معه.
فيما يختص بالجريدة أرسلت أطلب من مجلس إدارتها تقريراً مفصلاً عن سيرها في مدة السنة الماضية وكشفاً بحساباتها.
واللجنة المالية، وخصوصاً رئيسها، يجب أن تكون مكلفة من قِبل اللجنة المركزية بالاطلاع على حسابات الجريدة، وقبض نصيب الأرباح وإعطاء موافقتها على الكشف الحسابي. فيجب درس هذه المسألة مع إلياس [بخعازي] وتوما [توما] أولاً ثم مباشرة الإشراف.
عسى أن تكون والعائلة بخير.
أنا في تقدّم من الوجهة الصحية، ولكنه تقدم بطيء، وقد اكتشفت مؤخراً كل العلة التي كاد يقتلني معالجة الأطباء للأعراض الناتجة عنها. هي إمساك شديد قديم في المعي الغليظ والتهاب خفيف في المصران الغليظ.
وهذا الإمساك سبّب حالة تسميم داخلي مستمر أثّر على أعصابي ودماغي وشلّ قسماً كبيراً من حيويتي. وزاد الطين بلّة كثرة ما تجرعت من الأدوية التي لم تداوِ العلة. على كل حال أنا الآن في تقدم من الوجهة الصحية.
ومن وجهة الحركة فهي أيضاً في تقدم هنا، وإقبال العناصر الحية المفيدة سيعطي نتائج كبيرة. وأعتقد أن بعض النتائج هنا ستؤثر على البرازيل. ويُقدّر أن يكون لكتابات جبران مسوح تأثير في كل مكان.
سلامي لك وللعائلة وللرفقاء والأصدقاء.
ولتحيى سورية!