إلى نعمان ضو

24/1/1940

عزيزي الشيخ نعمان ضو،
وردني كتابك المؤرخ في 9 يناير/ كانون الثاني الجاري من توكومان، وسررت جداً بوجودك هناك وتعرّفك إلى الرفقاء القوميين، خصوصاً الأديب القومي الكبير جبران مسوح فهو أحد أنوارنا اللامعة. وكما رأيت في مقالته «كيف عرفت الزعيم» هو مخلص جداً وليس له غاية سوى قول ما يعتقده حقيقة، وهو مستعد للاعتراف بكل حقيقة يجد من يريه إياها. وسرّني أيضاً عملك في توكومان.
فيما يختص بالمأدبة في نادي «شرف ووطن» فالمسألة هي أن السيد [موسى] عزيزة زارني ثم دعاني لإلقاء محاضرة في هذا النادي. ولم أشأ الرفض لأني أردت أن أبقى فوق التحزبات الخصوصية والنكايات الشخصية في الجالية، وألا أظهر تحيزاً ضد أحد لم يقصد شراً للحركة القومية، ولا مع أحد لم يبدِ خيره للنهضة. ولكن ويل للذي يقصد التلاعب والضرر فكيْده يرتد إلى نحره.
فلما ظهرت بوادر الكيد من السيد عزيزة وقع في الورطة التي أراد إيقاعي فيها. فرفضت حضور المأدبة بعد أن أكد في جريدته أنها واقعة لا محالة. ومع ذلك فلم أنبذ فكرة إعطاء الرجل فرصة أخرى ليتمكن من خدمة الحركة. وقد حصلت على بعض النتائج من استخدام جريدته لنشر بعض الأمور المفيدة.
اليوم تسلمت كتابك المؤرخ في 19 الجاري من كوساتي وقدّرت شعورك وفهمك اللذين أعرفهما فيك من قبل. وكم كنت أود أن ألبّي طلبك وأزورك شخصياً لنستعيد ذكريات زرعون والشوير وأنشرح بمشاهدتك والعائلة.
وقد أتمكن من زيارتك إذا عولت على زيارة مندوسة ترويحاً للنفس من عناء العمل ومرض المعدة، وتوفرت الأسباب العملية من ناحية العمل القومي. وطبيبي يشير عليّ بوجوب الراحة الكلية مدة وإكثار أكل الفالكهة. أما الآن فالعمل هنا وبعض الأشغال تمنعني من الانتقال بسرعة.
فيما يختص بـ سورية الجديدة بلغني أن القائمة التي أرسلتها إليّ وسلّمتها أنا إلى وكيل الجريدة هنا السيد عفيف لوقا ليقوم بما يلزم لم تصل إلى إدارة الجريدة، ويظهر أن الوكيل مهمل ولم يأخذ نسخة عنها، فأطلب منك إرسال قائمة أخرى وأنا أتولى إرسالها.
سأهتم جدياً بمسألة كيفية المساعدة. ولا بد من الوصول إلى نتيجة قريباً.
عسى أن تكون والعائلة بخير. وأتمنى لك النجاح والحصول على النتيجة التي تتوخاها من هذا الموسم.
سلامي لك وللعائلة والأصدقاء.
ولتحيى سورية!

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.