3/10/1940
عزيزي الشيخ نعمان ضو،
وصلت إليّ مقالتك ** الجيدة المعبّرة عن روحيتك القومية العالية وحميتك المعروفة. ولم أحوّلها إلى سورية الجديدة بل إلى الزوبعة التي بلغك خبر صدورها، وهي ترسل إليك دائماً ولا أدري لماذا لا تصل إليك، وأقدّر أنّ العدد الرابع الذي صدر منذ مدة قريبة يصل ويتبعه بعد غد العدد الخامس وفيه زيادة صفحات.
يجب على القوميين ألا يعتمدوا بعد اليوم على سورية الجديدة كجريدة معبّرة عن النهضة القومية وموقف الحزب السياسي، لأنّ الشركاء أصحاب الرأسمال المادي، وهم اثنان فؤاد وتوفيق بندقي، قد خرجوا على التوجيهات الرسمية، وهم الآن يتاجرون بالجريدة وينشرون مقالات وكتباً مترجمة مأجورة من الإذاعة الألمانية. وقد نهيتهم مراراً وأبنت لهم الضرر الذي يلحق النهضة القومية من ذلك، فلم يبال الرجلان المذكوران، وفضّلا الضلال على الهدى رغبة في منفعة مادية كانا في غنى عنها. فـــ سورية الجديدة ليست خاضعة للتوجيهات الحزبية، ولكنها تناصر الحركة القومية إلى جانب خدمتها المطامع الأجنبية بأجرة. ولذلك، من أراد من القوميين ومحبذي النهضة القومية الاشتراك بـــ سورية الجديدة لسبب خاص به فلا بأس. أما من أراد منهم الاشتراك بالجريدة المعبّرة عن اتجاه الحركة القومية وموقف الحزب السياسي فعليهم بـــ الزوبعة التي ستتحسن بالتدريج. وقد استدعيت الرفيق جبران مسوح وكلفته إدارتها تحت إشرافي، وهو الآن هنا يعمل في الزوبعة والرسائل والاشتراكات تعود إلى اسمه.
يمكنك أن ترسل مالاً إلى أهلك في الوطن بواسطة "بنكو دي رومة" وكتباً بواسطة البريد الجوي بطريق نيويورك.
أشار عليّ الطبيب بإلحاح أن ألزم الراحة التامة مدة، وبعد يومين أصعد إلى تلول كوردبة لهذه الغاية. ولذلك ولكثرة المتاعب والأشغال كتبت إليك باختصار.
وصلتني الحوالة الأخيرة بمبلغ 48 باسس. سلامي لك وللعائلة. ولتحيى سورية.
** مقالة "من هو الزعيم؟". الزوبعة، العدد 5، 1/10/1940.