26/11/1940
عزيزي الشيخ نعمان،
وردني كتابك ووضح لي موقفك، وإني أوافق على طريقة تفكيرك في مسألة الاشتراكات وموقفك تجاه الإدارة، وكذلك أوافق على الكيفية التي صار فيها تبليغ الإدارة جمع الاشتراكات وتقديمها للزعيم. ولكني أظل على رأيي أنه كان يجب عليك استشارتي قبل الكتابة للإدارة ما دمت أنا قد كلفتك في هذا الشأن. وأنا ما كلفتك في شيء أخشى ظهوره بل قد أقرر إظهاره لذوي المصلحة، ولكن ساعة أشاء بالطريقة التي أشاء. وأنت قد كتبت لي إلى كوردبة عدة كتب بعد أن أوصل عنواني إليك الرفيق [جبران] مسوح، ولم تذكر في واحد منها مطالبة إدارة سورية الجديدة لك. وتعرّضك وحدك لنقد الشركاء في الجريدة (وليس أصحابها) قد أوافق عليه، ولكن كان يجب إطلاعي لعل لي تدبيراً آخر.
أما قولك إني بنيت مؤاخذتي لك على الظن، فلا ينطبق على الحقيقة، وأنا آخر رجل في العالم يبني أي حكم على مجرّد الظن. فعبارتك التي وردت في الكتاب السابق هي هذه: "وأنا أرسلت للجريدة أقول لهم إنّ الاشتراكات تقدّم إلى الزعيم. تفضلوا بموافقتكم على ذلك". وفي كتابك الأخير تتهمني بالظن وتقول هكذا: "لقد ظننت أني أخبرت الإدارة كما أوعزت إليّ لذلك عتبت والأمر غير ما ظننت". فترى أنّ عبارتك هذه تنقض الأولى وترى أيضاً أني لم ابن شيئاً على الظن، بل على اعتراف خطي صريح منك. ولو أنك قلت في كتابك السابق إنك "أجبت الإدارة"، كما تقول الآن، لكان خف عتبي عليك، ولكنه لم يكن ينتفي بالمرّة. فلو لم أكن كلفتك لما كان للأمر أهمية، ولكن بما أنك سعيت وقبضت بموجب تكليف مني فالمسألة أصبحت متعلقة بي وتحتاج إلى الدقة في المعاملة. وكان يمكن أن تنتظر الإدارة حتى تجيبها.
على كل حال أعدّ هذه المسألة انتهت. وإني أعرف أنه ليس لك إلا كل قصد حسن، ولكن توجد في الشؤون السياسية والإدارية أمور توجب التقيد بالمراجع، لما قد يكون هنالك من أسباب غير شائعة أو معلومة.
والآن لنهتم بما هو أفضل ولنتابع عملنا القومي.
تسرّني تحية العائلة الكريمة والأصدقاء الطيبين، فلهم مني السلام ولك ولتحيى سورية.