الطقس اليوم جميل، أي هذا الصباح. وأشعر براحة قليلاً، مع ان معدتي كانت متعبة بسبب أكل بيض صباح أمس وتفكيري في الانتقال. وقد بدأت نقل امتعتي الى الغرفة السفلى.
بما ان هذا الكتاب لم يذهب أمس، لأني كتبته متأخراً رأيت ان أضيف خبراً غريباً، وهو ان السيد توفيق سعادة أخذني الأحد الماضي في 13 الجاري الى رجل يتعاطى الاستطلاع النفسي المسمى سيخُمتريه Psychometria ورغب اليه ان يخبرني ما بي فأخذ الرجل منديلي بعد ان مسح يديه بالكحل Alcohol، وقرأ بضعة أبيات من الشعر وأطبق عينيه وحشد قوته النفسية وبعد قليل رفع رأسه وقال لي اني مصاب باجهاد عقلي وعصبي وان تسمماً خفيفاً يفعل في جسمي وان معدتي وامعائي يصيبها احتقان واني أصبت مرة باحتقان في رئتي من زكام أو غيره ولم يكن شفاؤهما تاماً فبقي فيهما بعض سُفع لا أهمية كبيرة لها وان عملية أو لطمة في انفي جعلت أحد مسمعي أقل سمعاً من الآخر. فرأيت كل ما قاله صحيحاً ومنذ مدة وأنا استغرب لماذا أفضل استعمال اذني اليسرى حين اتخاطب بالتلفون وأسمع أقل باذني اليمنى. وكنت أنسب ذلك للعادة. وقد نصح بأن ارتاح نحو أسبوع وبعده أخرج وألعب وأتنزه كثيراً وان أخفف الطعام. فكان ما قاله منطبقاً على ما وصفه الأطباء وعلى تشخيصهم ونتائج العفونات وغيرها. وقد أخبرني السيد توفيق سعادة هم هذا الرجل، واسمه مركسين (Marquasine) أخباراً غريبة وقف عليها بنفسه.
أخبري، حبيبتي، الرفيق جبران مسوح عن عنواني الحاضر ليكتب الي ما يشاء وليُرسل اليّ الزوبعة.
ولك قبلة جديدة مع هذا الصباح البهي.