تسلمت كتابك الأخير المؤرخ في 6 ديسمبر الحاضر وسرّني كثيراً بما يحمل من أدلة هنائك.
لم يعد في امكاني تحمل عدم انتظام معاملة هذا الفندق معي فأصحابه، على ما يظهر، لا يقدرون على الاهتمام بمتطلباتي البسيطة. أمس كان عشائي الذي قدم اليّ راسي بطاطا وجزرة نصف مسلوقة. وصحن معكرونة مسلوق مع قليل من الزبدة. واليوم صباحاً لم يكن صحن الشوفان حاضراً. وقد تكررت هذه الانزعاجات. ولذلك قررت مغادرة هذا المكان غداً أو بعده وأظن اني سأقيم يومين أو أكثر في فندق "ألطو دي سان بدرو" ثم أنزل الى كردبة.
وقد صرت مشتاقاً جداً الى رؤيتك. والآن اتجه الى كردبة وبوانس ايرس بأفكاري. وبما اني أزمعت على الرحيل فأطلب الا ترسلي كتباً الى هذا المكان وان تخبري الرفيقة اميليا لتخبر الجميع اني انتقلت من هذا المكان. وليس من الضروري اخبار أحد بموعد عودتي الى بوانس ايرس.
لم أذهب الى النزهة مع الرفقة من الفندق يوم الأربعاء بسبب سوء الطقس. وقد ألح علي الأشخاص الراغبون فيها في الذهاب يوم الخميس فلبيت طلبهم. وقد كنت في النزهة معهم ولم أكن بنفسي معهم بل معك وقد فكرت بك في كل مكان وكل مشهد، والصورة عند الشلال وأنا رافع يدي هي لك.
مرسل أليك سبع صور جديدة. وصورتا الركوب جيدتان وفيهما يظهر تحسن صحتي.
أمس أخذت الحقنة الأولى من السلسلة الثانية وكان لها رد فعل في الليل. واعتقد ان استمرار العلاج سيعطي النتيجة النهائية. واعتقد انه يمكن متابعته في بوان ايرس مع اعطاء نتائج أفضل، إذ أكون في عنايتك.
ابقي المراسلات التي تأتيني الى ان يجيئك كتا آخر مني. وفي كردبة لن أكون في شارع Obispa Ora لأن السيد توفيق سعادة قد اتخذ منزلاً يبعد نحو 15 دقيقة عن كردبة بالسيارة حيث المناخ أفضل في الصيف. والأفضلان تكون المراسلة على العنوان التجاري وهو على قفا الورقة.
أرجو ان تكون الماما وجميع أهل البيت بخير وسرور.
الرفيق خزامى لم يزرني وقد كتبت في هذا الأمر الى الرفيق جبران مسوح الذي يحسن الظن دائماً بجميع الناس. وسأرى ما يكون.
أرجو ان تكون صحتك جيدة والاّ يكون الحر قد اثر بك كثيراً.
واقبلي عواطف حبي العميق وشعوري الخالص
في 9 ديسمبر 1940
عنواني في كردبة:
C/O Abdon Sahade
Corrientes
Cordoba