اكتب اليك هذا الكتاب في فرصة قصيرة. فالمجتمع هنا لا يترك لي وقتاً أكون فيه معك الا بعد انتصاف الليل حين آوي الى غرفتي.
انا هنا في مدينة كردبة منذ مساء أول أمس، الأحد. وقد حدثت حركة حسنة في بعض الأوساط. وقد تكون النتيجة منها القاء محاضرة. وهنالك بعض الأفراد الطالبين الدخول سأهتم بهم. والمقابلات هنا تأخذ معظم وقتي.
اذا كان قد وردني شيء الى بوانس ايرس فيمكن ان ترسليه على العنوان الذي اعطيتك. واذا كان قد وصل رشيد سليم الخوري الى بوانس ايرس فأحب ان أعرف شيئاً عن مقاصده ومساعيه واتصالاته.
اعتقد ان مدة عشرة أيام هنا كافية مبدئياً وسأرى. الحر هنا شديد اليوم وكان ممطراً أمس وقد يمطر هذا المساء أو غداً.
في الأيام المقبلة سيكون كل اهتمامي متجهاً الى القيام بما تقتضيه الحالة والأعمال الحزبية لكي أتمكن من انجاز الأمور المعلقة والعودة الى بوانس ايرس. ووسط هذا الانهماك سأجد فرصة أخرى أطول من هذه للتحدث اليك. وأني بشوق لأسمع شيئاً منك. فالى اللقاء برسالتي واسلمي لي يا حبيبتي.
في 17 ديسمبر 1940
في هذه الدقيقة تسلمت كتابك ومعه كتاب تشيلي وكتاب سان باولو ففرحت به. واني اختم بتوصيتك ان تعتني بلغتك السورية فاني أرى انك تهملينها وتكتفي بأني أنا أفهم ما تريدين قوله. ولذلك تجيزين لنفسك ان تكتبي صرقة بدل سرقة وسيؤسر بدل سيؤثر فأحب ان أراك عدت الى الاهتمام باتقان اللغة.
اجعلي كتابك قبلة تهفو الى شفتي فهي لك.