وصلت الى توكومان صباح أمس. ولم أنزعج في الطريق. انزلني الرفيق جبران مسوح في بيته. كانت المفاجأة قوية جداً للقوميين وبسرعة البرق سار خبر وجودي عندهم وفي الأوساط السورية كلها. وللحال جاءالمدير المستقيل الرفيق كامل عواد للسلام عليّ وجاء معه الرفيق توفيق سعادة. وبعد الظهر استقبلت ثلاثة قوميين جاءوا للسلام ولابداء آرائهم ومعلوماتهم. وعلمت من الرفيق أمين مسوح ان جنه ملحم موجود في توكومان لأجل دروسها الانغليزية فأرسلت أطلبها فجاءت نحو الساعة 20 وبقيت قليلاً من الوقت لأن الذين تسكن عندهم ينتظرونها للعشاء وهم بيت أنيس شمعون! وجدت جنه خاملة من جهة الحركة القومية ولما طلبت منها رفع يدها بالتحية عند الوداع قالت: أريد أن أُذكِّر اني قريباً أحصل على ورقة الهوية الارجنتينية. وقد يكون لبيت شمعون اهتمام بصرفها عن الأفكار والشعور بالحركة القومية وروحيتها.
في السهرة اجتمعت بالمدير المستقيل اجتماعاً طويلاً وبادأته بالسؤال هل كان كتابه الأخير مبنياً على درس ومعرفة أو على هَوس وأَبَنتُ له اغلاطه وان عباراته الأخيرة لا تجيب على ما ورد في كتابي اليه ووضعت الكتابين أمامه وأظهرت له الفريق الكبير بين ما كتبته أنا وما فهمه هو وفتحت مسألة كتابه السابق ورأيه في نظام الحزب. وفي آخر الأمر اعترف بأنه تسرَّع وانه غلطان. ولم أتساهل معه مقدار ذرّة. وتعهد بأن يضع كتاباً يسحب فيه كلامه الأول والأخير. تبقى مسألة نجيب ندرة وتوفيق سعادة وسأنظر فيها كما يليق.
كان بود عائلة الرفيق مسوح الذهاب لقضاء اليوم والغد في "لُس ترمَس" ولكن لأسباب عديدة تأجلت السفرة الى الأسبوع القادم. ولو ذهبوا اليوم لكنت ذهبت معهم.
أكتب أليك وأنا لا أزال أراك من فجوة القوس الحديدي المنصوب على ممر الركاب في محطة رتيرو. وقد افتقدتك هذا الصباح ووددت لو كنت معي هنا.
الطقس اليوم أكثر اعتدالاً من أمس والآن قد ظهرت الشمس وملأ المدينة نورها. أتمنى ان يكون الطقس في بوانس ايرس قد تحسن وان تكوني قوية وغير منزعجة.
اعتقد ان مسألة خادمة يمكن حلها في سنتياغو فالسهولة هناك أكبر. هذا رأي الجميع هنا ورأي جنه أيضاً. وقد شربنا أمس سرّك باشتراك وطلب جنه.
اقبلك وأتمنى لك الراحة. سلامي الى جميع أفراد البيت
ولتحي سورية
توكومان في 15 مايو 1941