حبيبتي

سررت كثيراً بوصول كتابك اليّ أمس. وكان قد وصل اليّ الغلاف المرسل أولاً وضمنه البرقية والكتاب المرسل الى ادارة الزوبعة ثم وردتني رزمة صحف معها عدد الاصلاح المرسل من الرفيق درّوج. 

البرقية من أوربة وذات خطورة ولكنها لم تصل متأخرة ولم يضع الوقت عليها.
كان للأيام الماضية هنا بعض التأثير على أعصابي لكثرة المقابلات والمشاكل الادارية والشخصية التي كان علي ان أنظر فيها، وخصوصاً لأن الأيام حتى أمس كانت دافئة وكان الغطاء في الليل أكثر مما يجب فكنت أذهب الى السرير تعباً وأنهض غير مرتاح كثيراً دون ان أفطن الى عدد حرامات الصوف. ولكن أزلت هذا الأمر أمس وحرارة الفضاء انخفضت فتحسنت.
أمس دعوت الأعضاء الذكور الى أول اجتماع عمومي وحدثتهم في شؤون ادارية وروحية متعددة وحققت في بعض القضايا الشخصية وظللت أتكلم من الساعة 22 حتى الساعة الثانية من اليوم. ونهضت هذا الصباح كالعادة ولست أشعر الآن بتعب. ومن جملة أسباب تخفيف التعب عني إكمالي أمس المقالة 15 من "جنون الخلود" وقد أضناني ما قلبت في القرآن والتوراة لاثبات الشواهد فيها.
كان اجتماع أمس أول فرصة سنحت لاعضاء توكومان ليروا فيها الزعيم في قوة شخصيته وادارته وفي مقدرته فكانت النتيجة المعنوية كبيرة وأعتقد ان روحاً جديدة ستدب في جسم المجموع القومي هنا. وقد ذهب قسم كبير من الأعضاء بعد الاجتماع الى مقهى أحد القوميين وتداولوا في امر الاجتماع وأهميته والدروس المفيدة التي القيت عليهم.
أوعزت الى الرفيق جبران مسوح بارسال برقية الى ديانا(*) لتخبر مدير سنتياغو بأني سأكون في مقر مديريته في الأسبوع القادم.
جنه أتت أول أمس أو قبله بطلب مني وتعشت معنا. وحدثتها قبل العشاء فوجدت ان المسألة هي مسألة عدم ادراك فقط ولوجودها بعيدة عن المحيط القومي. وكانت لها مخاوف زالت وسأراها مرة أخرى قبل مغادرتي توكومان.
وصلت اليوم الى الرفيق مسوح أعداد من جريدة "السمير" وفيها رد قوي للأمين فخري معلوف على مقالة ضدي كانت الجريدة المذكورة قد نشرتها لصاحبها فاذا أحببت الاطلاع عليها فالأعدادتكون وردت الى شارع أَركس ويحسن السؤال هناك عن البريد.
أني متأسف لأني بعيد عنك في هذا الوقت فكل دقيقة فراغ من العمل تكون أفكاري وشعوري معك وسيكون سروري عظيماً حين تحين ساعة عودتي اليك. ولكنها لا تزال بعيدة.
أقبلك بكل عاطفتي وأهدي سلامي للبيت.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ديانا شقيقة دولييت المير

سنتياغو دل استيرو في 20 مايو 1941

المزيد في هذا القسم: « ضياي حبيبتي »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.