حبيبتي،

أول أمس وضعت لك كتاباً مختصراً في البريد وجعلت عنوانه الى بيتنا لتقديري انك ستلازمينه أكثر الآن بسبب عزم أمك على السفر الى مار دل فلاته. وأمس تسلمت كتابك الأخير المسجل الذي فيه أوراق معاملة صندوق البريد وكتاب الرفيق بنوت من شيلي. واليوم تسلمت كتابين الواحد من ادارة البريد في بوانس ايرس والثاني من الأمين فخري معلوف وقد حولتهما ادارى البريد رأساً الى عنواني الجديد هنا.

أخبار الأمين معلوف الشخصية انه مرض بذات الرئة مدة وانه الآن في دور النقه من الانفلونزا وأقوى أخباره السارة انه تزوج آنسة اميركانية في 2 اكتوبر الماضي. وهي آنسة مثقفة تعرف بها أثناء دراسته في ميشغن وعاشرها وخبر أخلاقها ويقول انها صارت تحب الأمة السورية وتميل الى أخذ المسلك السوري.
قبل كل شيء أريد أن أخبرك ان الرفيق جبران مسوح قد خابر هنا فرع Expresso Argantino ليكتب الى المركز في بوانس ايرس ليروا أثاث بيتنا ويعرضوا اجرة لنقله الى هنا. الفرع هنا جديد وقد يتساهل لاكتساب الثقة والشهرة. فاذا خابروك فأريهم الأثاث وليعطوك تقديراً.
لم يبق أمامنا من الأمور القانونية غير تقديم طلب الامتياز بالاختراع وشريكي يريد وضع الطلب هنا في ادارة البريد، لأنه يتوهم، غلطاً، ان ذلك أضمن لحقوقه. واليوم ذكرت أمامه اني أرى الأفق ان أنزل الى بوانس ايرس وألاحق الأمر بنفسي، وان يكون تسجيل الاشتراك على اسم الشركة في الأخير. ولكن يظهر انه متردد في هذا الأمر، لأنه بسيط وقليل المعرفة في هذه الأمور. وقد رأيت الأوفق ان أتريَّث معه لأرى النتيجة الأخيرة التي يريد الوصول اليها. وكنت أنتظر ان يتغدَّى معي اليوم للبحث في هذا الأمر وتقرير طريقة العمل نهائياً ولكنه لم يأت ولعله ذهب لاستشارة أحد. وسأجاريه في ما يحب لأصل معه الى مخرج علمي. ولو انه جاء وبت في المسألة لكنت الآن في حالة تمكني من الجزم بامكان سفري الى بوانس ايرس يوم الخميس القادم في 20 الجاري. ومع ذالك فقد اضطر للعودة الى بوانس ايرس في اليوم المذكور لتسوية مسألة الجريدة كما كتب الرفيق جواد في كتابه الذي تسلمه الرفيق جبران اليوم. فاذا تم ذلك فاني أرسل اليك برقية الأربعاء لإخبارك بسفري. وأنت لا لزوم لتذهبي الى المحطة اذا كنت في البيت فأنا آخذ السيارة، حال وصولي، من المحطة رأساً الى البيت.
لذلك لا أرسل اليك أوراق معاملة صندوق البريد الآن.
صحتي جيدة وقد احتملت الحر هنا بمشقة قليلة.

أرسل اليك قصاصة من جريدة "لا أُنيون" التي تصدر هنا وفيها خبر تأليف الشركة مكبَّر وذلك من عند الجريدة. وقد نشرت الخبر بصورة أكثر تفصيلاً حقوقياً جريدة "الكومرسيو".
قبلاتي وأشواقي لك ولصفية.

ولتحي سورية
في 15 يناير 1944

خشية سوء فهم موظفي ادارة البريد أرسل هذا الكتاب أيضاً على عنوان جورج، لأن الكتاب الوارد من ادارة بريد بوانس ايرس، قد حوِّل الى هنا رأساً مع انه موجه الى "مدير شؤون الزوبعة" وليس الى أنطون سعادة.

المزيد في هذا القسم: « حبيبتي حبيبتي، »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.