ان المعركة الخفيفة، اللطيفة، المستمرة بيني وبين جبران مسوح لتسلم الحقوق التي تخصني في المحل وادارته والتي كان محتفظاً بها وحريصاً على ان لا تُفلت من قبضته تنتقل من طور الى طور وأرى انه يجب ان تصل الى موقف فاصل قريباً.
أمس صرفت وقتاً في مراجعة حساب الخزانة (الصندوق الكبير) فتبين لي خلل في القيود فراجعت جبران وسألته عن المال الناقص من الخزانة فقال انه المبلغ الذي أخذتُه ولما يدوّن. فأخرجت المبلغ من المجموع فبقي ناقصاً فقال انه ما أخذته انا في ظرف آخر وموجود به قيد في المذكرة (آخنده) اليومية فأخرجت ذلك فزاد مال الخزانة على المقيد انه داخلها نحو مئة فاس وبعد اخراج وادخال عدة مرات بقي المال الزائد نحو 30 فاس وحتى الآن لمَّا أفرغ من التدقيق في الحسابات. وعلى اثر هذا الخلل قلت لجبران ان الخزانة يجب ان تكون في عهدتي واني أريد تنظيم دفاتر المحل وقيوده فتكلم كلاماً كثيراً ولكني أصررت على ذلك فسلّم وخابرت السيد فرنسسكو خوارس ليأتي ويعاونني على تنظيم الدفاتر. ومن الحسابات التي أريد ضبطها بصورة خاصة حساب شكري ملقي إبن خالة جبران. فقد تبين بعد انفضاح كذب جبران علي بادعائه ان المصرف لا يعتمد العقد الا اذا كان عند كاتب العدل انه متفق مع شكري على أمور أو أشياء. وقد زاد ما يوجد باسم جبران في المصرف على ما هو مدون انه أخذه من المحل فهناك دفعة للمصرف بتاريخ 2 أغسطس الحاضر مبلغها – 245. فاس واذا كان جبران يدفع لنبيهة مئة فاس في الشهر – اذا صحَّ ذلك وهو من قول الياس – فمن أين يُدخل جبران 245 فاس. وحساب تبادل البضاعة بين محلنا ومحل شكري ملقى ليس على الأصول التجارية واني أريد ضبط كل ذلك سريعاً.
أول أمس الثلاثاء حسبت الصندوق قبل الذهاب الى الغداءوبعد اقفال المحل فكان فيه 103.75 فاس ولما عدت بعد الظهر وحسبت الصندوق بحضور جبران نحو الساعة 16.00 (كان بعد الظهر بطالة) وجدت فيه 100.75 فاس فقط. فلم أُظهر شيئاً لجبران. ولما فاتحت جبران في شأن المحل الفارغ في مايفو عارض كالأول فرأيت ان استدراجه وأكتسب ميله بقولي له انه اذا كان سينزل الى بوانس ايرس للقيام على المكتب فيها فيجب ان نكون نحن والمحل في محل واحد لنقدر على القيام بما يلزم وشجعته على فكرة المكتب في بوانس ايرس فأظهر ليناً في الأخير ولكنه لا يزال حتى الآن بارداً تجاه هذا الموضوع.
الذي أراه هو ان عودتك يجب ان لا تطول. وأرى أيضاً ترتيب خطة تنقذنا من مشاكل جبران، الذي يظهر انه لا يريد الا استغلالنا كما كان يريد استغلال نبيهة.
وقد تبدَّى لي ان أشجع جبران كثيراً على فكرة ايجاد مركز في بوانس أيرس وانتقاله اليها الى ان يثق ويسعى لأخذ المحل في مايفو. وفي الوقت عينه أدرس تحقيق فكرة ايجاد مركز في بوانس أَيرس لا يتسلمه جبران. فأني أرى ان فكرة جبران في مكتب بوانس أَيرس هي كفكرة صبري عبد الخليل في الجمعية السورية الثقافية. هو يريد منها غرضاً خاصاً. فاذا أمكننا ترتيب أمر كاهتمام ديانا، مثلاً، اذا أمكن فنقدر ان نكفل حصول الفائدة المرغوبة وخطوة للمستقبل.
أمس عرفني جبران انه أوصى على كدسة (فردو) ورق تغليف forrar بواسطة منطلدو منذ عدة أيام ومن غير ان يخبرني. وعرفني أيضاً ان شكري ملقى في بوانس أَيرس. فقلت له: اذن كان اقتراض شكري ألف فاس ليتمكن من تحقيق هذه السفرة. قال: لا هو قال ان عليه مدفوعات. قلت هو دائماً عليه مدفوعات. ولكن السفرة تكلف نحو ثلاث مئة فاس وأكثر. فقال: معلوم. فتركت هذا الموضوع الذي لا فائدة من الاطالة فيه. واليوم أفتهمت جبران ان شراءَه كدسة ورق التغليف غلط وانه يجب الغاء هذا الطلب. وغداً سأخابر منطلدو لالغائها.
قد كتبت الى فومقلي ولافنّه وفريسي Parisi ان يعتمدوك في ما تطلبين واذا لزم الأمر أكتب الى كخ أيضاً.
أود ان تكوني فحصت جيوب تنقو لتجدي هل بطانه غلافاتها من النوع عينه أم انه عوض عنها بليتقرافية. وقول شماس انه يرسلها الى جورج وانه مشغول الخ. هو احتيال منه ليتخلص من نفقة نقلها الى شركة النقل.
أرى انه يجب طلب 500 بدل repuestos ماخستاريو من فومقلّي، اذا لم نكن قد طلبنا شيئاً منها و 500 بدل فتريسيو Patricios من دلافنَّه. وذكرّي فومقلي بالكمية التي طلبناها من بلوكات قوتشو ذات الرقم 200.
فلورينده تحب لحم الخنزير chancho وهي قد أطعمتني منه ثلاث مرات وقد وجدت انه لا بأس به للتغيير ولكن ليس للاكثار وأفهمتها ذلك اليوم.
صحتي جيدة واني افكر بك وبصفية وأود ان تكونا كما أحب لكما. أكرر ان لا تجهدي نفسك. وانتهزي هذه الفرصة لتري لمحة جديدة من بوانس أَيرس وتنزهي ما أمكن. واذا كان في استرجاع حقوقك من البلدية تصعيب واقتضاء مجهود فاستغني ذلك.
أتمنى ان تكون الماما وديانا وجورج بصحة وصفاء. سلامي لهم وقبلاتي وأشواقي لك ولصفية.
ولتحي سورية
في 17 أغسطس 1944